منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

مسارات محفوظ عابدين *شندي تظهر (فوائد) اخري للحرب*

0

مسارات
محفوظ عابدين
*شندي تظهر (فوائد) اخري للحرب*.
فات على علماء (الاجتماع) وخبراء الدراسات (الإستراتيجية) الذين حصروا (فوائد) الحرب في كشف العملاء والخونة والطابور الخامس واصحاب المواقف( الرمادية) و(المرجفون) في المدينة،كما ظهر جليا في هذه الحرب التي يخوضها السودان الآن.
فات على هؤلاء العلماء والخبراء ان الحرب لها فوائد اخرى وهي( اظهار ) قيادات، لم تكن معروفة لانها كانت بعيدة من (الاضواء) وبعيدة من تلك (التحديات) التي نزلت (فجأة) على رؤوسهم دون سابق (إنذار)، لم يربكهم (عنصر) المفاجأة ولا هول (المصيبة) ولا( ضخامة)الموقف،تعاملوا مع الحدث بقلب ثابت وإيمان راسخ،لم يتولوا يوم (الزحف) ،ولم يرفعوا (الراية) البيضاء،ولم ينسحبوا من (ميدان) المواجهة،بل كانوا على قدر الموقف،الذي فرضه الواقع ،وهؤلاء هم الذين يجب اي يكونوا في مقدمة ،(فوائد) الحرب،وفي الواجهة اذا (تمايزت) الصفوف.
وفي شندي ابرزت تلك الحرب( قيادات) و(شخوص) لم يكن يعرفها( احد) ولم يعرف احد( امكانياتها) إلا عندنا اظهرت تلك الشدايد (معادنها) التي (برقت) كالذهب الذي تزيده النار( لمعانا).
ومن تلك الشخصيات كان المدير التنفيذي لمحلية شندي خالد عبد الغفار الشيخ وكبار مساعديه وهم يستقبلون آلاف الاسر من الذي (وفدوا) من الخرطوم الى شندي هربا من ويلات الحرب.
لم يوجه المدير التنفيذي لمحلية شندي (استغاثة) الى جيرانه من المحليات ولا (صرخة) الى الولايات القريبة ولا حتى الى الحكومة الاتحادية التي أصبحت (مشغولة) بنفسها ولاتدري ما (عاقبة) أمرها، ولم يوجه( نداءا) للمنظمات الوطنية والاقليمية والدولية أن( ادركونا) ،ولم يعلن محليته منطقة (منكوبة) بسبب( التدفق) البشري إليها ،بل وظف كل الأمكانيات الموجودة وفجر الطاقات المحلية في إنسان شندي والذي كان كالعهد به في( الموعد).وكانت إدارة الرعاية الإجتماعية التي تقودها (إمراة) بألف رجل، وهي تقف بجانب الرجل (الهمام) خالد عبد الغفار كما يقول اللواء حمدان قائد الفرقة الثالثة في مفتتح كلماته بتحية الحضور في مخاطبته لمعسكرات الكرامة التي يشرفها ،تلك المرأة وهي مدير إدارة الرعاية الإجتماعية( هويدا الجزولي)، التي استطاعت ان تدير هذا الملف (الشايك) و(المتشابك) لأكثر من (400) الف اسرة كانت في شندي في الشهور الأولى للحرب وأكثر من 200 مركز (إيوا) هذا غير الذين ذهبوا الى اقاربهم وغير الذين وظفوا إمكانياتهم (المادية) في حلول( فردية).
فكان هذا التعاطي مع هذه الاعداد الكبيرة من البشر في توفير الخدمات لهم ، وكتير من هؤلاء خرج من الخرطوم بما عليه من ملابس.
استطاعت إدارة الرعاية الاجتماعية بفضل جهودها ان( تمتص) تلك (الهجمة) من الوافدين وتوفر لهم ابسط( مقومات) و(امكانيات) الاستقرار.
والرعاية الإجتماعية التي كانت في الأصل (يداه) الأثنتين( مشغولات) ، الأولى تمسك (ملفات) الأسر المتعففة والشرائح الضعيفة ،وب(اليد) الثانية،تمسك (ملف) المنظمات وجدت نفسها تحتاج ليد (ثالثة) لتعينها فكان الإبتكار في قيام (المبادرة المجتمعية) التي يقودها باقتدار إبن المنطقة خالد عامر جمال الدين وأمسكت( اليد الثالثة) ملفات مهمة في الايواء وفي الدور المجتمعية التي جاءت من الخرطوم بكامل عضويتها ، مثل (دار المسنين) ،ودار المعوقين حركيا،وكان النجاح (حليفها).
والمثل المعروف يقول(ان الكثرة تهزم الشجاعة)، ولكن (كثرة) الوافدين الى شندي لم (تهزم) همتها ولا(حسن) استقبالها ولا حتى (شجاعتها) كما يقول المثل في مواجهة (كثرة) الوافدين إليها.
ان تجربة شندي في هذا الملف يجب ان (توثق) لانها نجحت فيه بدرجة (الامتياز) وقدمت فيه ماهو (جديد) وماهو (فاعل) وهي( المبادرة المجتمعية) نموذجا في توظيف الإمكانيات.
ان الأرقام الكبيرة التي جاءت الى شندي ونجحت شندي في حسن الاستقبال والايواء كان يمكن لهذه الأرقام من (الوافدين) ان تكون واحدة من الضغوط( السياسية) و(العسكرية) و(الاعلامية) على السودان خاصة في ملف الاحتياجات الإنسانية اذا لم تحسن شندي ذلك الملف ولكن تلك (الأرقام ) وقفت (عاجزة) أمام شندي وأمام (باب) إدارة الرعاية الإجتماعية فيها.ان توظف (سلبا) ضد السودان ولا( إيجابا) لصالح الأعداء.
وهذا هو النجاح.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.