منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

اللواء (م) مازن محمد إسماعيل يكتب : *ما ضرَّ ود العطا ما فعل قبل معركة الكرامة ولا بعدها*

0

اللواء (م) مازن محمد إسماعيل يكتب :

*ما ضرَّ ود العطا ما فعل قبل معركة الكرامة ولا بعدها*

٢٠ مارس ٢٠٢٤م

اقترن اسمه بالمعارك الكبرى والفاصلة ، لم تميزه الشجاعة والبسالة في وسط القوات المسلحة التي تفيض كوادرها بأمثاله من الشجعان البواسل ، ولكنه زاد على ذلك إذ امتاز بالتوفيق ، فحيثما حلَّ سار النصر في ركابه حتى صار فألاً للنصر ، محبوبٌ محفودٌ من قادته وزملائه وجنوده وكل الذين قاتلوا معه على تباينهم من زملائه في الجيش والقوات النظامية إلى المُنداري أو المجاهدين وحتى المُستنفرين والمقاومة الشعبية ، دمِثُ الأخلاق في لُطفٍ عفويٍّ ظاهر ، ولا يمنعه أن يعبر عن نفسه بوضوحٍ صارم ، كلما سمع هيعةً طار إليها ، قاتل في كل مسارح العمليات في الاستوائية والنيل الأزرق ودارفور وغرب النوير وجنوب كردفان وحتى الكرامة ، كنا والكثيرون من أصدقائه نُسمِّيه *الاستراتيجي* ، فما من معركةٍ كبرى إلا وابتدر نفسه لها أو انتدبته لها القيادة ، وما استعرت رحى الحرب في ركنٍ من البلاد إلا وكان جَذيلُها المُحَكِّك وعَذيقُها المُرَجِّب ، وسبق أن اختارته القيادة لقيادة كتيبة حفظ السلام مع الأمم المتحدة في بورندي فآثر مع كتيبته نُصرة زملائهم في الكرمك والميل أربعين في تجرُّدٍ وفداءٍ غير مسبوق ، لا تروقه المكاتب والقاعات والمترفات من الأسفار ، قد تعوَّد أن يُغبَّرَ في السرايا ويخرُجُ من قَتّامٍ في قَتَامِ ، وحيثما دارت رحى المعارك كان ذاك محرابه … واليوم لا نعجب أن أصبح ترجماناً صادقاً لنبض الشعب وقواته النظامية ومقاومته الشعبية وصوتهم الجهير ، فالحمدلله الذي حفظ للسودان الفريق الركن ياسر عبدالرحمن العطا فشفى به قلوب السودانيين.

سيقول البعض بأن ياسر العطا ليس ملاكاً .. وربما يَصحُّ ذلك فمن ذا الذي تُرضى سجاياه كلها ، ولكن القليلون مثله الذين بذلوا مُهَجَهم لهذه البلاد بشكلٍ مستمرٍ لما يزيد عن الأربعة عقود ، وقد كان في وسعه أن يهرع إلى عاصمةٍ بديلة فيتابع العمليات ويُصدر من لدُنه التعليمات ، ويجتمع بفعاليةٍ وينبثق بأخرى ، ويُثَمِّن مبادرةً ويستهجن غيرها ، ولكنه آثر أن يكون حيث تختلط النار بالدماء وعزائم الرجال ، ليُهدي إلى السودان وأهله النصر تلو النصر ، وفيما اختار البعض مواطن الرِّيَب والظنون ميداناً لعملهم ، فقد اختار ود العطا الفتكةَ البِكرُ لاسترداد المهدور من الشرف والكرامة ، وقد أثبت للناس بأن قوة ما يُرسله من كلمات لا تقل فتكاً عن قوة الصواريخ والدانات ، وظنُّنا في الله أن الرجل قد أوجَبَ حتى ما يضرُّه ما فعل قبل اليوم أو بعده ، فسبحان من قدَّره لهذه الأيام ، ووفقه لهذه المواقف ، ويا سيدي قد عَرَفتَ فالزَم.

*لا يُدرِكُ المَجدَ إِلّا سَيِّدٌ فَطِنٌ*
*لِما يَشُقُّ عَلى الساداتِ فَعّالُ*

*كَياسِرٍ وَدُخولُ الكافِ مَنقَصَةٌ*
*كَالشَمسِ قُلتُ وَما لِلشَمسِ أَمثالُ*

*القائِدِ الأُسدَ غَذَّتها بَراثِنُهُ*
*بِمِثلِها مِن عِداهُ وَهيَ أَشبالُ*

*يُريكَ مَخبَرُهُ أَضعافَ مَنظَرِهِ*
*بَينَ الرِجالِ وَفيها الماءُ وَالآلُ*

*إِذا المُلوكُ تَحَلَّت كانَ حِليَتَهُ*
*مُهَنَّدٌ وَأَضَمُّ الكَعبِ عَسّالُ*

*أَبو شُجاعٍ أَبو الشُجعانِ قاطِبَةً*
*هَولٌ نَمَتهُ مِنَ الهَيجاءِ أَهوالُ*

*لَولا المَشَقَّةُ سادَ الناسُ كُلُّهُمُ*
*الجودُ يُفقِرُ وَالإِقدامُ قَتّالُ*

*إِنّا لَفي زَمَنٍ تَركُ القَبيحِ بِهِ*
*مِن أَكثَرِ الناسِ إِحسانٌ وَإِجمالُ*

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.