د. ليلى الضو ابو شمال تكتب: *بين حر وحرب رجال في الميدان*
د. ليلى الضو ابو شمال تكتب:
*بين حر وحرب رجال في الميدان*
كثيرا ما تستوقفني عزيمة الرجال الذين هم في ساحات الوغى، وتجدني أقف حد الدهشة لمن تركوا بيوتهم التي تأويهم وأبناءهم الذين يملأون عليهم حياتهم بهجة،،وخرجوا وهم حاملين أرواحهم على أكفهم فداءا وايمانا بقضية البقاء للدين والوطن والعرض والشرف والقيم،وازداد حيرة أمام شباب لم يتحصلوا بعد على شهادات الجامعة التي سعوا لها هم وأسرهم وحلموا بمستقبل واعد لطبيب ومهندس وفضلوا شهادة مختومةبرسم المولى عز وجل بأن المستقبل عنده هناك جنة عرضها السموات والارض أعدت لهم، فباعو الدنيا ومتاعها بصكوك الغفران والرحمة من الله وربح البيع، وغيرهم لا يبارحون فراشهم ومكيفاتهم وأبناءهم وعشيرتهم ويجدون في تلك الصفقة شقاءا وبؤسا وعنتا ،،فهل *الرجال* هم *الرجال*،،ان الله حقا يصطفي من عباده أناسا يختصهم برحمته ويهيأهم ليكونوا غير بقية البشر، وما دعاني للكتابة تأملاتي وهذا الشهر العظيم الذي يوافق عام من الحرب اللعينة التي تدور رحاها في السودان ذاك البلد الحبيب والذي فارقناه مكرهين وأخرجونا منه الملاعين وأنا أرى جنودا لم تفتر لهم عزيمة ولم تلن لهم شكيمة،،وهم يستبسلون فداءا لقضية ترسخت في دواخلهم ومباديء لم يتخلو عنها من أجل أناس ،فالأفكار تبقى والمعاني تدوم والمباديء لا تجزأ والقيم تصمد أمام كل الهوانات، ولنا في قصص التاريخ عبر ، وإن الحق لمنتصر (فإن يبقى أبو جهل في مكة ويخرج منها رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرا ،فذلك لا يعني قوة الباطل وانتصاره ،انما ليتعلم الناس أن صاحب الحق مبتلى ،وأن بقاء الظالم لن يطول وأن الحق منتصر ولو بعد حين)، كما أن لنا في أقوال السلف كثير العظات والعبر فقد ذكر أحدهم ان الباطل لا يقوم الا في غفلة الحق وقد صحا الحق فلا غفلة ولابد أن ينتصر ويظهر ولابد ان يزهق الباطل ويقهر ،، “بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون” صدق الله العظيم
وهذا ما يفعله جنودنا البواسل وهم بين حر وحر يخوضون حربا ضروس من أجل اعادة الحق بعد غفلة، والقضاء على الباطل بعد جبروت،من أجل أن يعيدو للمواطن كرامته ويستردوا له داره ويأخذوا له حقه في شرفه وعرضه الذي انتهكته هذه الفئة الباغية الذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد، إنهم يعملون في صمت وترى الابتسامة تلوح من بين شفاههم وكأنهم لا يرون الا بعين الرضا وهم واثقوا الخطى بأنهم فائزون ، إما نصر وإما شهادة، فما أجمل القبول وما أجمل التسليم ، ذكر لي أحد الشباب انه إحساس جميل لا يضاهى أجواء روحانية لا مثيل لها وقوة من بعد قوة تصيبنا من مثل تلك المجالس وهذه الأجواء المعطرة بنفحات الإيمان التي يتعاهد فيها الشباب بأنهم يتدافعون لأجل غيرهم، وأنهم يفضلون التضحية بحياتهم لأجل أن يعيش آخرون في أمان ، ويكفينا مشهد شاب في بداية المعركة يذرف الدمع ويغضب لأن القائد لم يسمح له بالخروج مع زملائه وهو يتعجل أن يكون من الذين يرفعون راية النصر أو يرفعون التمام لله سبحانه وتعالى مسلمين أرواحهم له رخيصة طيعة أمثال هؤلاء الشباب هم القادة الذين خرجوا من مدرسة البلاء والتمحيص ليكونوا خير من تحفظ عندهم العهود بل هم القدوة التي يجب أن يقتدي بها شباب الفيس والتويتر والهاشتاقات لمواضيع تستحي أن تذكرها أمام امثال هؤلاءالذين يسهرون وهم يحرسون ويدافعون ويصلون ويدعون بالنصر أو الشهادة فمن استحق ( الشير) و(اللايك) الا أمثال هؤلاء.
،سدد الله رميكم ونصركم نصرا مبينا.