▪️في العام 1989 تخرجت من الكلية الحربية السودانية وكان ترتيبي الأول على الدفعة .
▪️تم إرسالنا أنا وإثنان من زملائي الضباط كما جرت العادة ان يرسل الثلاثة الأوائل على الكلية لأتمام دراستهم في أكاديمية ساندهيرست الملكية الحربية البريطانية .
▪️ تم ارسالنا بالفعل وعند وصولنا الى مقر الأكاديمية كان رئيس الأكاديمية الجنرال ( كرايمر توم كلفين) في إستقبال الطلبة الجدد .
▪️ ما أن التقانا توجه إلينا بالسؤال : هل أنتم من السودان ؟؟
▪️سألنا الرجل مع أننا كنا نعلق على صدرونا أيقونة العلم السوداني كباقي الطلاب .
▪️ كل شخص يعلق علم بلده على صدره .. فأجبناه :
نعم سيدي نحن من السودان .
▪️بدأ التجهم على وجه الرجل وصار يدقق في أسئلته .. من أي القبائل أنتم ومن أي المدن ؟؟ مما اثار إستغرابنا ودهشتنا حتى وصل الى آخر سؤال .
▪️كان سؤاله : من منكم يحب الجنرال سوار الدهب ؟؟
▪️ لم يجرؤ أحد على الرد بحبه كوننا منتمين إلى الحزب الشيوعي في ذاك الوقت ونخاف على انفسنا وعوائلنا من ردة فعل الحكومة السودانية اذا ما أحيطت علما بأجوبتنا …
▪️سارت أيام الدراسة وبقيت في بالي عدة أسئله أود أن أطرحها على الجنرال ( كرايمر).
▪️ظللت انتظر حتى أتى يوم التخرج وكان لنا لقاء مع الجنرال كوننا حصلنا على المراتب الأولى الثلاثه في الأكاديمية فقد حصل ( فاروق ود الدروشاب )
رحمه الله على عصا الأكاديمية الذهبية .
▪️أنا حصلت على سيف الأكاديمية أما (ابكر العربي) حصل على صولجان الأكاديمية .
▪️لم تمنح أكاديمية ساندهيرست الصولجان منذ تأسيسها إلى يومنا هذا الا أربع مرات وكانت لكل من ( تشيرشل .. مونتغومري.. ايزنهاور .. رومل) والأخرين منحت لهم شرفية مع أنهم كانو أعداء لبريطانيا العظمى وبالأخص رومل الذي حارب البريطانيين لفترة طويلة .
▪️المرة الخامسة كانت للضابط السوداني ابكر العربي مما حدا بهم بتقديم عرض لنا نحن الثلاثة بالبقاء في إنكلترا كضباط في الجيش البريطاني وبالطبع رفضنا نحن الثلاثة وفي أثناء لقائنا برئيس الأكاديمية توجهت له بالسؤال عن سبب سؤاله لنا عن الزعيم سوار الدهب .
▪️جاء الجواب كالآتي : نحن كقادة في أكاديمية ساندهيرست حين يأتي الطلاب الجدد ننظر هل بينهم سوداني .. فأذا كان بينهم سوداني نعلم أن المرتبة الأولى في الدورة ذهبت للسودان .. وها أنتم احرزتم ثلاثة وحصلتم على مراتب لم يحصل عليها احد قبلكم …
▪️واصل الرجل حديثه قائلا : في إحدى السنوات قدم الى الأكاديمية تلميذ سوداني وتخرج بتفوق وكان عندنا سياق في الأكاديمية قبل التخرج يطلب من كل تلميذ أن يقدم خطة عسكرية لطريقة إحتلال عاصمة بلاده .. فما كان من هذا الطالب السوداني الا ان قدّم خطته العسكرية وكتب عنوان لها بعنوان : (أسهل خطة لأحتلال الخرطوم ) .
▪️حينما قمنا بتدقيق الخطة وجدناها خطة لأحتلال مدينة لندن وليست الخرطوم وكانت خطة محكمة بدقة عالية لا يمكن أن يرسمها ويضع تفاصيلها الا قائد بريطاني فارسلنا في طلب هذا التلميذ وسألناه ماهذا الذي قدمته؟
▪️ فأجاب الطالب :
وهل أنا خائن أو غبي لأقدم لكم خطة لأحتلال بلدي؟؟
▪️ فمنذ ذلك اليوم ونحن نتخوف من التلاميذ السودانيين.
▪️كان هذا الطالب هو المرحوم المشير عبد الرحمن سوار الذهب
.. وهكذا يا إخوتي يتوّجب أن يكون قادة الجيوش .
آخر الأخبار
