عبد العليم مخاوي يكتب : *الطابور الخامس.. أخطر من الأعداء*
ضوء القمر
*الطابور الخامس أو الرَّتَل الخامس (Fifth column) مصطلح متداول في أدبيات العلوم السياسية والاجتماعية نشأ أثناء الحرب الأهلية الإسبانية التي نشبت عام 1936 واستمرت ثلاث سنوات وأول من أطلق هذا التعبير هو الجنرال إميليو مولا أحد قادة القوات الوطنية الزاحفة على مدريد وكانت تتكون من أربعة طوابير من الثوار فقال حينها إن هناك طابورًا خامسًا يعمل مع الوطنيين لجيش الجنرال فرانكو ضد الحكومة الجمهورية التي كانت ذات ميول ماركسية يسارية من داخل مدريد ويقصد به مؤيدي فرانكو من الشعب، وبعدها ترسخ هذا المعنى في الاعتماد على الجواسيس في الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي.
* ولعل الشئ الذي أدى لتطاول أمد الحرب التي اندلعت بالخرطوم في الخامس عشر من شهر أبريل الماضي وجود طابور خامس ظل يعمل من أجل توفير كل متطلبات المرتزقة الذين اغروا بعض ضعاف النفوس بأموالهم التي ظلوا ينفقونها انفاق من لا يخشى الفقر،، فقد لعب هؤلاء المرتزقة على الوتر الحساس لدى بعض ضعاف النفوس التي سولت لهم أنفسهم أن يعملوا بمنتهى الوضاعة ضد قوات شعبنا المسلحة.
*فالإرشاد عن بيوت المنتسبين للقوات النظامية والتبليغ عن بيوت المواطنين الذين يمتلكون السيارات الفارهة والأموال والذهب، وبيع الوقود والطعام للمرتزقة يعتبر عملاً تخريبياً يقصم ظهر القوات المسلحة السودانية التي وجدت نفسها تقاتل في أكثر من جبهة بسبب ضعاف النفوس.
*فقوات شعبنا المسلحة بإمكانها التغلب على المليشيا المتمردة متعددة الجنسيات لأنها بمثابة عدو ظاهر،، إلا أنها عانت وستعاني في سبيل القضاء على الطابور الخامس العدو الخفي المستتر.
*وهنا يأتي دور المواطنين الغيورين على البلاد بالتبليغ الفوري عن المندسين دون أن تأخذهم بهم شفقة ودون أن يلتفتوا للعلاقات التي تجمعهم بمن “باع نفسه” من أجل حفنة جنيهات ستذهب وتنتهي في يوم من الأيام.
*فيجب على المواطن أن يكون حريصاً ويقظاً وان يرفع “حسه الأمني” بالتبليغ الفوري عن من تثبت عليه بينات انه يتعاون مع المرتزقة المتمردين كما عليه ان يعي تماماً أن سكوته عن التبليغ بالمعلومات المتوفرة لديه سيسهم بشكل او بآخر في تطويل أمد هذه الحرب التي شردت الملايين وجعلتهم نازحين بؤساء لا يملكون قوت يومهم.
*فعودة النازحين إلى ديارهم التي طُردوا منها يتوقف على شئ واحد وهو القضاء على الطابور الخامس اولاً لأنهم العدو الخفي على أن يتركوا الأعداء الواضحين لبواسل قواتنا المسلحة السودانية فهي قادرة بمشيئة الله على كسر شوكة المرتزقة وتشتيت شملهم ودحرهم من كل الاراضي السودانية.
*لانه من الصعوبة بمكان أن نقف جميعاً موقف “المتفرج” ونترك قوات الشعب المسلحة تقاتل وحدها في المتمردين والطابور الخامس دون أن نمد لها يد العون بالمعلومات عن ضعاف النفوس.
*اللهم انصر قواتنا المسلحة السودانية فوق كل أرض وتحت كل سماء