*”الرحمتات”.. عادة سودانية عصية على الاندثار*
تنهمك معظم الأسر السودانية في، الجمعة الأخيرة، من رمضان أو “الجمعة اليتيمة “- كما يسميها العامة في السودان – في عمل مأدبة ضخمة يدعون إليها الأرحام والأصدقاء والجيران مع التركيز على الأطفال لتناول طعام إفطار رمضان؛ وتعرف المأدبة هذه باسم “الرحمتات ” ويحتسبون أجرها لموتاهم.
و”الرحمتات ” باللهجة السودانية تعني رحمة تأتي للموتى وحتى الأحياء يحصدون من ثمرات هذه الرحمة إذ يتم التراحم والتزاور والأنس الجميل فيما بينهم، كما ينعم الأطفال باللعب والسمر إلى ساعات متأخرة من الليل.
وتمتاز ليلة الرحمتات بآكلات مميزة عما عداها؛ مما يجعل الإفطار مختلفا عن باقي الأيام، فمعظم الأسر تلجأ لعمل ما يعرف بطبق “الفتة” وهي عبارة عن خبز يرش بالحساء ويغطى باللحم والأرز.
ولا يقتصر طبق الرحمتات على المنزل والمدعوين إليه؛ بل تحرص الأسر على توزيع عدد من الأطباق في الشوارع والمساجد والمدارس القرآنية ودور اللاجئين والمستشفيات.
غالبا ما يتحلق المدعوون لـ”الرحمتات” في موائد كبيرة في الشوارع والساحات الخارجية للمنازل لضمان مشاركة أكبر عدد ممكن من المارة.
أهالي المناطق في السودان يجتمعون خلال “إفطار الشارع”
وفي العادة يكون الأطفال هم نجوم تلك الليلة فهم المعنيين أكثر بمائدة “الرحمتات” حيث يتنقلون من بيت إلى آخر قارعين الطبول ومرددين أهازيج تراثية مؤثرة وداعين بالرحمة للموتى وطول الحياة لصانعات الموائد من الأمهات والجدات.
ويقول الباحث أبوعاقلة إدريس لموقع “سكاي نيوز عربية ” إن “الرحمتات” مظهر من مظاهر التكافل والبر في المجتمع السوداني.