منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د.اسامة محمد عثمان يكتب: *علاقات الإنسان بين الود والجفاء*

0

عندما تعيش بين الناس بطيب اصلك حفظ لمقام والديك تربية وأهلك بين العالمين مقاما طيبا تجد نفسك هكذا منسابا مبذولا دون تكلف تستجيب لكل طالب خدمة وان كانت من الصعوبة بمكان وذلك لحسن ظن الناس بك و اجتهادا ليظل ظنهم فيك خيرا ويغفر الله لك ما لا يعلمون.
هم ياتون إليك لحاجة في أنفسهم وانت تسعي لتحقيق تلك الحاجة دون التركيز في النوايا التي يعلمها رب العالمين، ويصعب عليك الاعتذار تجاهد نفسك لتوظيف كافة قدراتك من معارف و علاقات لقضاء تلك الحاجه ممنيا نفسك باسعادهم ومستصحبا قول الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم قال: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما، ستره الله يوم القيامة.
فالمتامل لهذا الحديث وما حواه من خير كثير وفضل وترغيب في عمل الخير لا يملك الا ان يستجيب سعيا باذل الجهد لينال الأجر والثواب وسوف يفرج الله عنه في الدارين كان هذا هو حالنا ومازال لم نمن أو نرائي أحدا ولا نفاق وإنما غالب الساعون إليك كانوا من الأهل والأصحاب والزملاء وبنفس القدر من هذه الاريحية في القبول تجده من الآخرين عندما تسعي اليهم طالبا لقضاء حاجة تخصك او تخص من يهمك بل كثير من الأحيان تتسهل الأمور هكذا انسيابا سلسا دون تكلف لان امر الله هنا كان حاضرا جزاءا ووفاءا.
نسبة لهذا السعي القائم على العلاقات الاجتماعية الطيبة والتوكل والسعي اعتقد البعض وحق لهم انك تمتلك عصى موسى لفتح كل باب استعصي عليهم ولم أكن أبالي كثيرا ان كان الأمر سهلا يسيرا ام صعبا عسيرا وظني بالله حسن فنحن مأمورون بالسعي والتوكل من بعد العزم وفي كثير من الأحيان السعي لا يكلل بالنجاح فبعضهم يقبل بالنتيجة واخرون يتضجرون لان ظنهم بي قد خاب إعتقادا جازما منهم بعدم رغبتي في خدمتهم او انني لم ابذل الجهد الكافي .
توالت الايام ولم تعد الايام هي الأيام تلك التي كان بالإمكان فيها تقديم كل ما يمكن لأجل الآخرين دون أن نُعمِل مصفاة الأفكار او التوجهات او الأجناس والقبائل او المناطق ولله الحمد والمنة لم يكن ذلك ذات يوم هو طابعنا الا في خواص الخواص في إطار لكل مقام مقال وعلى ذلك قس.
مع دورة تلك الأيام التي لم نكن نملك فيها منصب اوجاه سوي طيب وصادق العلاقات و هذه هي سنة الحياة التي لا تستقر على حال ابدا ولا يدوم حالها ولكن كثيرون من الناس يجهلون، وكعادتي بحمد الله تعالى امضي ولا الوي على شئ الا حرصا على أن أكون قد قصرت في حق أحد كائن من كان وان حدث فيكون ذلك من أسباب حزني لفترة من الزمن حتى أجد ما يخفف هذا الحزن ان كان اعتذارا او تصحيحا للامر.
رغم كل ذلك ومع دورة الايام التي مضى فيها من العمر ما مضى نساله تعالي ان يغفر لنا تقصيرنا ويبارك في العمل وانت في زحمة الحياة تلك وعنتها تجد نفسك بين قوم تعرفهم جيدا ولكن تكتشف ان لا سابق معرفة بينك وبينهم ذات يوم قوم مملوؤن غبنا تجاهك بشكل عجيب دون مبرر منطقي لا يتوانون في أن ينعتوك باي صفة سيئة ولا يراعون أنك بينهم ولا يحرصون على جميل ماقدمته لهم ذات يوم أو يتذكرون حتى ولو كان نبل معاملة او صادق دعوات طيبات، تشعر كانك في حلم عميق ترغب ان تستفيق منه وتكذب ما ترى وتسمع بل ان من المضحك المبكي أن مِن بينهم من تربطك بهم صلة رحم واخر سبق لك ان سعيت له في عمل بل ترقي فيه درجات عليا واخرون كثر لم تكن يوما تفكر مجرد تفكير في الإساءة اليهم بل ان علاقاتك بهم امتدت الي أسرهم واطارفها، هل صحوت ام مازلت احلم لا انها للأسف الشديد حقيقة هؤلاء الذين لم يكونوا يوما يكنون لك اي نوع من الود والتقدير وإنما هي مصالح قُضيت في حينها و الان هم يبحثون عن آخرون يكملون معم مشوار المصالح الي ان يقضي الله أمر كان مفعولا وعنده يلتقي الجميع يختصمون أمامه اللهم لا تجعلنا منهم ولا معهم خصماء ولا مختصمين..
تذكروا قوله تعالى كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ (6)أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ (7)إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجْعَىٰ (8) سورة العلق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.