منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

نايلة علي محمد الخليفة تكتب : *لو كانو شهوداً لأُحُد لما سَلِمَ رسول الله من سهامهم*

0

زاوية خاصة

تنشط هذه الأيام حسابات على الوسائط الإلكترونية ، وكتابات مجهولة الأبوين ، يتم تداولها بغزارة ، منها مايستخدم إسلوب التلميح ، والبعض الآخر التصريح ، في مجملها تُصوب سهام التخوين والجبن لقيادة الجيش .

من خلال قرأتي لما يدون على هذه الصفحات والواجهات تميزت بالتقلبات المزاجية ، حسب الحالة النفسية ، فحين الإنتصار تجدها تصفق وتهلل ، وتصف قيادة الجيش بالحكمة والكهننة ، وحين الخسارة تبالغ في إنكار ما سبق ، وتصفها بالعمالة والخيانة.

الواقع العملياتي لا يخضع لعواطف العوام ، ولا يخضع لإِمرة الرجل الواحد كما يُخيل للبعض ، فالأجدر بنا كسودانيين أن نصطف خلف الجيش وقيادته ، ونقدم الدعم والسند ، كلٌ حسب استطاعه وكلٌ في مجاله ، فمعركة الكرامة تحتاج لمساهمتنا ، لا لغرس سِهامنا في خِصر الفاعلين عليها والقائمين بأمرها.

فلو قدر لهؤلاء الناغمين ، الناقدين شهود معركة أُحُد التي دارت احداثها فوق سفح جبل أُحُد ، بين جيش المسلمين بقيادة سيد البشرية محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ، وبين جيش قريش بقيادة أبي سفيان بن حرب وانهزم فيها المسلمون ، بعد أن أبلو بلاءً حسنا وكادوا أن يفتكوا برسول الله ، لولا لطف المولى عز وجل ، حتى سرت الشائعة بين المسلمين أن محمدا قد أستشهد.

في غزوة أُحُد أستشهد سبعون من خيرة جيش المسلمين ، مقابل أثنان وعشرون من قريش ، فلو شهد أصحاب الأقلام والحناجر غزوة أُحُد ، لما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من سهامهم فما بال البرهان وقيادة الجيش السوداني ، المفترى عليها هذه الأيام لمجرد خسارة جولة في ميدان الحرب.

في غزوة أُحُد إنسحب ثلاثمائة من جيش المسلمين ، من أصل الف ونزل من سفح الجبل أربعون من الرماة لجمع الغنائم ، فأغتنم خالدين الوليد السانحة والتف على المسلمين ، فالحق بهم الهزيمة.

أعلاه فزلكة تاريخية لتنشيط الذاكرة بغرض استخلاص الدروس والعبر ، وما أكثر الغزوات والمعارك ، التي خاضها المسلمون في عهده صلى الله عليه وسلم ، والعصور التي تلته ، ففيها النصر والهزيمة والإنسحاب والتقدم ، التضحيات والدماء ، وبعد كل هزيمة يُعيد المسلمين ترتيب صفوفهم لخوض معركة أخرى.

وفي ختام قولي اهديكم…
دعوا النحيب وغرس السهام ..فحزاري وطنك أن يضام… وأكتب بمدادك النصر لجيشك الهمام..لا نبتغي سوى الرفعة فوق الأنام…لنا عودة.
….

#منصة_اشواق_السودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.