منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د. حسن علي عيسى يكتب : *عندما تتحول البطولة المحمولة جواً إلى جو مضمخ بعطر اللونين الأروعين*

0

له الحمد، فاطر السموات والأرض، أن قيض للعزائم أن تأتي على قدر أهل العزم، وأن تأتي المكارم طائعة مختارة ترفل في ناصع ثيابها البيض في مضارب الكرام. لقد ظل إكسير حياة الملايين يتخير المنصات التي يرسل عبرها رسائله المفعمة بحب الوطن لشعب السودان العظيم في أوقات الشدة والرخاء.

وهل هناك شدة أكثر من الحرب اللعينة التي أوشكت، إن لم تكن بالفعل قد قضت على أخضر السودان ويابسه.

ولأن بين تنزانيا وسفارة السودان (الزرقاء) المتنقلة في زمن الحرب وشائج إعزاز وإكبار وود، وهو يدخل دار السلام من باب السلام ليبث من هناك رسائله النبيلة للعالم أجمع بأن السودان والسودانيين أرادوا الحياة وأن القدر في طريقه للاستجابة وسينجلي الليل وينكسر القيد.

فقد أعد الهلال رسالته للعالم أجمع عبر البوابة التنزانية الصديقة والتي فتحت من قبل قلبها قبل ذراعيها لبدور اللونين الأروعين في حميمية غير مسبوقة.

ويخطئ من ظن أن مهمة الهلال في السوبر السودانية كانت تقتصر على حصد كأس جوية أخرى تزف إلى ملك الملوك محفوفة بالهوى والتشوق على غرار الكؤوس والدروع والنياشين والأوسمة الكثيرة غير المقطوعة ولا الممنوعة كفاكهة الجنان التي تزينت وتشرفت بالإقامة في مضارب بني هلال عبر التاريخ الأزرق النبيل الطارف والتليد.

لقد كانت المهمة أكبر من ذلك بكثير. فقد كان هدف الهلال أن يؤكد لشعوب العالم أجمع عبر مباراة الرسائل المتعددة رسالة مفادها أن شعب السودان العظيم المبجل أراد الحياة رغم الحرب الغادرة، وأن استجابة القدر وانجلاء الليل وانكسار القيد هي مسألة وقت ليس إلا. وكانت الرسالة الثانية التي أحسنت بدور الهلال المتأنقة المتألقة التدريب عليها هي التعريف عبر المنصة التنزانية بآخر حقوق الملكية الإبداعية التي أودعها الهلال العظيم في أضابير الملكية الفكرية والمتمثلة في المداواة بالتطريب الكروي في زمن الدانات والمسيرات والارتكازات، وهي براءة اختراع تضاف إلى أخريات احتفظ فيها الهلال وحده بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة في مجال الإبداع والتطريب الكروي.

وكانت هناك رسالة أخرى معدة للنشر عبر البوابة التنزانية مفادها أن الحرب وإن نجحت في إزهاق أرواح بريئة، هي الآن ترفل في جنات النعيم عند مليك مقتدر، فإنها عاجزة تمامًا عن قتل الإبداع الأصيل والقدرات الجمالية لدى مبدعي اللونين الأروعين لأن السودانيين عمومًا هم نوع من الماس المتفرد لا يزيده طرق الخطوب المتكرر ونوائب الدهر إلا ألقًا وإبداعًا ولمعانًا، وهو شأن المبدعين في بلادي في كافة ضروب الإبداع.

كان الوعد بيننا أن تبقى رايات السودان عبر هذا اللقاء المتفرد في توقيته ونوعيته وأهدافه ومراميه سامية وباذخة شموخ تاريخه، وأن نقول للعالم أجمع إن الحرب مهما اشتد أوارها فلن تقتل الآمال في صدور قوم مؤمنين. فاللقاء استثنائي في ظروف استثنائية وكان من المفترض أن تكون الرسالة للعالم أكثر استثنائية.

كان الهلال العظيم قد أعد منصته في صمت لمثل هذا اليوم لنشر الرسائل الوطنية أعلاه، ولكن الأقدار أرادت أن تجعل منصة الرسائل النبيلة أعلاه مصدرًا لخلاف مفتعل يعلم القاصي والداني أنه ليس السبب الرئيسي في الإختلاف العقيم الذي أدمي قلوب السودانيين في المهاجر القسرية.

لقد كانت مقاصد السوبر النبيلة والرامية إلى بقاء السودان حاضراً في المنابر الرياضية الإفريقية بعد أن نجح التآمر الشرير في إبعاده عن الاتحاد الإفريقي والإيقاد وغيرها من المنابر السياسية، تستحق هذه المقاصد أن تقام الدورة على قمة جبل كليمنجارو، الجبل الأكثر ارتفاعًا في إفريقيا والذي يبرز شاهقاً مهيباً في الشرق التنزاني على الحدود الكينية.

فمرحباً بالبطولة الأغلى في زمن الحرب لترقد آمنة مطمئنة إلى جانب شقيقاتها الكثر وقد تم زفافهن إلى ملك الملوك يدفعهن هوى وتشوق في أزمنة السلم.

حفظ الله السودان وأهله فوق كل أرض وتحت كل سماء، ونسأله جل شأنه وعلا الفردوس الأعلى من الجنة للشهداء، والشفاء الذي لا يغادر سقمًا للجرحى والمصابين، والعودة للمفقودين.

ولن أختم قبل أن أكرر الترحيب بالبطولة المتفردة في (لوفر) مضارب بني هلال، مضارب الإبداع والخير والجمال. ولك اللهم الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
…..

#منصة _اشواق _السودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.