اماني عبد الحميد تكتب: *يا أبطال جيشنا.. بل أنتم الكرارون*
ويوم مؤتة وقد حشد هرقل ملك الروم مائتي ألف مقاتل لملاقاة جيش المسلمين الذي أرسله قائد الأمة ورسولها للقصاص ممن قتلوا الحارث
إبن عمير رسول رسول الله إلى أمير بصرى داعياً له للإسلام ،
وأمّر على الجيش زيد بن حارثة، وقال صلى الله عليه وسلم: ان اصيب زيد فجعفر بن ابي طالب، وان اصيب جعفر فعبدالله بن رواحة، فإن اصيب عبدالله فخالد بن الوليد .
انطلق جيش المسلمين وبلغ عددهم ثلاثة آلاف من المهاجرين والانصار، واوصاهم الرسول صلى الله عليه بما لم تخطه وتشرعه كل المواثيق التي يتشدق بها دعاة حقوق الإنسان .
التقى الجيشان غير المتكافئين عددا وعدة، وقاتل المسلمون قتال الابطال. وصمدوا امام هذا الجيش الضخم، وقاتل زيد بن حارثة حامل اللواء حتى استشهد، فتولى القيادة جعفر بن ابي طالب، وحمل اللواء بيمينه، واخذ ينشد: حبذا الجنة واقترابها
طيبة وبارد شرابها
والروم روم قد دنا عذابها
كافرة بعيدة انسابها
عليّ ان لاقيتها ضرابها
فاستشهد رضى الله عنه فرفع الراية عبد الله بن رواحة منشدا مستذلا نفسه
اقسمت يا نفس لتنزلنّ
لتنزلن او لتكرهنه
ان اجلب الناس وشدوا الرنة
ما لي اراك تكرهين الجنة
قد طال ما قد كنت مطمئنة
هل انت الا نطفة في شنة
وكان يقول
يا نفس الا تقتلي تموتي
هذا حمام الموت قد صليت
وما تمنيت فقد اعطيت
ان تفعلي فعلهما هديت
فلما استشهد تولى إمارة الجيش خالد بن الوليد الذي قتل خلقا كثيرا من الروم من الروم ثم أجبرته تقديرات الميدان كما نقول بلغة اليوم على الإنسحاب والرجوع بحيشه إلى المدينة المنورة .
وبطبيعة البشر التي تريد نصراً يشف صدور قوم مؤمنين خرج عليهم سكان المدينة يعيرونهم بأنهم الفرارون حتى أسكتهم نبي الرحمة بأنهم الكرارون وأن الله سيعز بهم الإسلام في الكرة المقبلة .
وها نحن اليوم منذ أن بدأت معارك الكرامة ومن لحظة استشهاد ثلاثين مقاتلا يذودون عن حمى القيادة ومروراً بالفتى عثمان مكاوي الذي أشهد الله على حبه لنا ونشهده على حبنا له
ورتل شهدائنا من محمد الفضل ودكتور أيمن واللواء أيوب والرائد لقمان والمقدم إبتهال وكل من قدموا أرواحهم رخيصة لهذا البلد وأهله ،نعلم تماما رغم أبواق المرجفين والمنافقين التي تريد الوقيعة والفتنة بيننا وبين المؤسسة التي تحمي أرضنا وأرواحنا وأعراضنا نعلم أن قواتنا وجنودنا ومجاهدينا لن يخذلونا ولم ينسحبوا من مكان إلاّ لموقع أفضل يتيح لهم نصراً عزيزا مؤزرا ،، وكلنا يقين بأننا سنباهي بكم الأمم ، فهاهو مصعبنا وها هو جعفرنا وها هي سميتنا ،، ومهما انسحبتم فإنها الحرب والخديعة وأنتم الكرارون وليسوا الفرارون .
…..
#منصة_اشواق_السودان