علم الدين عمر يكتب: الأفضل في عهد مفضل.. المخابرات تقود العالم…
*حاجب الدهشة*
..وفي ظل المعركة الوجودية المفتوحة التي يخوضها الشعب السوداني اليوم تتعدد المحاور والمنابر والميادين ..وتتجدد المؤامرة وتتخذ أشكالاً مختلفة ومتابينة تهدف كلها لتدمير الدولة السودانية وإرثها التراكمي وبنيتها المتماسكة جغرافياً وثقافياً..وقد بدأت محاولات التدمير الممنهج منذ بداية التغيير عقب إختطاف الثورة السودانية في ديسمبر من العام تسعة عشر وألفين وما تلي ذلك من تدخل سافر ومخل في ثوابت الأمة ومقدساتها مما عرف حينها بأحزاب تسعة طويلة ..حيث سعت هذه الأحزاب لتمرير برنامج محو التراث السياسي السوداني بإستغلال حالة الهشاشة الأمنية التي أعقبت الثورة فقامت بإستهداف تماسك الأجهزة الحافظة لنظام الدولة وأسرارها وعلي رأسها جهاز الأمن والمخابرات الوطني إذ يعتبر هذا الجهاز رمانة ميزان الدولة وحلقة الوصل بين أجهزتها المختلفة لما يحفظه من معلومات وأسرار وخطط وبرامج إستراتيجية إضافة لضمه لهيئة مقاتلة تشكل الإسناد المعلوماتي المدني المتقدم لإستخبارات الجيش ولبقية تشكيلات القوات المسلحة الأخري حيث قامت الهيئة تاريخياً بحسم معارك ميدانية غاية في التعقيد والخطورة بسبب إمتلاكها لمعلومات حول الدعم المدني وحركة الطابور الخامس وتدخلات أجهزة المخابرات الخارجية في الملف السوداني ..و أحتفظ جهاز المخابرات السوداني بموقع متقدم جداً في تصنيف أجهزة المخابرات علي مستوي العالم الأمر الذي خلق له مهابة وسط تقاطعات الأجندة المخابراتية في المنطقة والإقليم ..وكانت الدول تخشي التدخل في الشأن السوداني حتي لا تقع بين أنياب المارد السوداني الذي كان قادراً علي الحركة في مساحات واسعة أتاحت له إخافة كل المقتربين من الشأن السوداني والتلويح بقبضته القوية في وجوههم ..ولذلك و في أول سانحة أرسلت هذه الدول عملائها من السياسيين من كل صنف ولون لمحاولة الإنقضاض عليه وكتم أنفاسه ..وكادت هذه الحملة الشرسة أن تنجح حينما تم حل هيئة العمليات وآلت كل مقارها وأجهزتها لمليشيا الدعم السريع التي ظنت بذلك أنها تمكنت من الدولة السودانية و كشفت ظهر القوات المسلحة تماماً وتجرأت عليها علي مرأي ومسمع من الدولة التي شغلوها بإزالة التمكين والتمكين المضاد ..ثم نشبت الحرب وتمردت المليشيا …وأعدوا كشوفاتهم لتشكيل ما عرف حينها بالأمن الداخلي وظنوا أن المخابرات غائبة ..حتي فاجأهم الجهاز ومنسوبيه بالتواجد في قلب المعركة مع الجيش والشرطة وعاد أفراد هيئة العمليات للعمل دون إنتظار لتعليمات أو إستنفار ..وظل الوضع القانوني علي ما هو عليه بعد مرور عام كامل علي نشوب الحرب إلي أن أنعقد الإجتماع المشترك بين مجلسي الوزراء والسيادة في الثامن من مايو الماضي لإجازة تعديلات قانون جاهز الأمن والمخابرات التي أعادت له صلاحياته في جمع المعلومات وتحليلها والقبض علي المتهمين وإستجوابهم وتفعيل نصوص الأمن الوقائي المعمول بها في كل الدنيا حتي في حالة السلم ..وقامت بذلك رؤية جهاز الأمن والمخابرات الجديدة في عهد الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل ..الرؤية التي شكلت كلمة السر في كثير من الإختراقات الداخلية والخارجية بين يدي المعركة و بدأت تحركات المخابرات تظهر خلف الناس والأحداث وشكل الظهور الدائم للفريق مفضل في كل لقاءات رئيس المجلس السيادي الخارجية مصدراً للثقة والإطمئنان لدي المواطن السوداني..ثم تحركت إثيوبيا لفتح (نفاج) مخابرات مع السودان..وسعت تشاد عبر جهاز المخابرات لتهدئة الأوضاع أو علي الأقل تحييد العملاق السوداني لتتوقف حركة الرمال علي حدودها وعلي تخوم قصرها الرئاسي في أنجمينا..وتحركت آلة التنسيق المخابراتي المعلن والخفي بين طاولات القادة وتحت صرير أقلامهم ..وتحركت هيئة العمليات عبر رواجم العمل الخاص لبؤر وخلايا التمرد وأحالت نومهم لكوابيس مرعبة وحولت ميدان المعركة لحقل ألغام مجتمعية في إنتظار ساعة الصفر ..
المخابرات التي تقود العالم تعلم أن جهاز المخابرات السوداني عاد لملعبه بقوة بعد أن إمتص صدمة التمرد والحرب والخيانة مع أجهزة الدولة الأخري ولن تجرؤ دول المنطقة المتواطئة علي الإستمرار في مخططها الشيطاني للإنقضاض علي السودان وتقسيمه ..لا عبر البندقية ولا خيانة العملاء ولا التفاوض المذل..
نعود لمنبر جنيف الجديد ودور المخابرات علي هوامشه وموقف السودان القوي حياله.
….
#منصة_اشواق_السودان