ابراهيم عثمان يكتب : الحياد كخيانة عظمى
ابراهيم عثمان يكتب :
الحياد كخيانة عظمى
▪️ *لم تستطع الدول التي تحارب السودان عبر الميليشيا المتمردة الدفاع عن نفسها، مثلاً بالزعم بأنها ترد على عدوان وقع عليها، وطبعاً لم تستطع أن تدعي أنها تريد “تصدير” الديمقراطية للسودانيين، ولم تستطع التذرع بأي ذريعة أخرى. ولهذا لم تملك إلا النفي، وحتى النفي أتى بارداً خجولاً، الذي لا يحمل علامات الغضب الحقيقي الشديد الذي كان يجب أن يكون هو رد فعلها إذا كانت بريئة فعلاً. هذا النفي يعني أنها تسلم بأن تدخلها – إذا ثبت – فهو عدوان، بالمعنى المليء للكلمة، على الدولة والشعب، ولغرض ذو طبيعة استعمارية وليس لأي غرض آخر !*
▪️ *أي طرف سوداني يعترف بوجود التدخل ثم ينظر إليه بأي نظرة أخرى خلاف أنه عدوان استعماري يستحق الإدانة المغلظة، وإعانة الدولة على مقاومته، ويحاول التخفيف منه بطرق مختلفة، من بينها تفهمه، أو تفسيره تفسيراً حيادياً باردا، أو تكييفه وتسميته بالطريقة الملطفة التي تجعل الحياد هو الموقف الوطني الصحيح بين “طرفي نزاع”، عل طريقة بكري الجاك، أي طرف هذا هو موقفه، سيضيع جهده سدىً، ولن يقنع الناس بشيء سوى قابليته للاستعمار وخيانته للوطن !*
▪️ *الغريب في الأمر أن قحت/ تقدم تتخذ المواقف التي توحي بأنها تريد أن تبدو، أمام الشعب السوداني، “محايدة” بين السودان والدول المعتدية، وأن تبدو أمام الدول المعتدية كحليف داعم يمكنها أن تعتمد عليه، وتحاول أن ترسل بحديثها العلني هاتين الرسالتين في البريدين !*
▪️ *لهذا تحلم تقدم/ قحت بتفاوض تميل كفته لصالح الميليشيا وداعميها في الداخل والخارج، يغسل، سمعة العدوان الخارجي، وسمعة مناصرته، أو الحياد تجاهه، ويعكس أحكام التاريخ السلبية ويحولها إلى إيجابية، وإذا تعذر ذلك أن يسجل التاريخ موقفها من الدول المعتدية في صفحات الحياد لأن “مبادئها” تصور لها أنها لن تكون صفحات حالكة السواد !*
إبراهيم عثمان