منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

سلمى المصباح تكتب : الرّك على التربية

0

سلمى المصباح تكتب :

الرّك على التربية

❤️

حسون طفل لايتجاوز عمرة الست سنوات

في اليوم الأول للمدرسة في نيروبي كينيا ، و هم كم كم طفل و طفلة سودانيين ، و الحرب ياهو شتت الناس

معاه زميلاتو اتنين واحدة ساكنة في حي مختلف عن حيهم و واحدة معاه في نفس البناية

البت اللي ساكنة في حي مختلف دي البص لما جا جنب بيتم ما عرفت المكان و الباص فات و بقت اخر محطة ياهو حقت حسون و جارتم .. لما جو ينزلو البت دخلت في نوبة بكا و ما عارفة بيتنا وين و طفلة تاهت وسط الزحام زي ملايين الأطفال السودانيين !

السواق قاليها خلاص ما تخافي انا برجعك المدرسة و يتصلو على أهلك

لحد هنا عادي صح ؟

اللي ما عادي .. حسن دعك يده في الواطة .. ستين يمين ما بترجع المدرسة براها .. انا برجع معاها !

السواق اللي هو adult غلبه يقنع حسن الطفل انه انا زول كبير و راشد بوصلها و اهلها بجو يسوقوها

حسن وقف ليه في العزيزة بس مسك ليك باب البص دة و حرن ! زول واحد نازل بيته مافي

يا زول ماف كلام بالشكل دة .. جارتم الصغيرة قالت ليه خلاص نرجع كلنا .. أبدا قال ليها .. تنزلي و معاك شنطتي و تكلمي ماما انا رجعت

و فعلا .. رجع

في تلك الأثناء أمه فجت النار و قعدت و دورت حفلة بكا .. ولدي ما جا ولدي ما رجع و تلفونات لي أبوه برة البلد و خلاص حننهار كلنا

حسن رجع المدرسة لقا ام البت و ابوها في الشارع معاهم ناس المدرسة ..!

لما أمه سألته ليه يا حسن ما خليتا ترجع مع عمو السواق ، قاليها ما ممكن أخليها مع زول غريب !

هذه المروءة و الشهامة لا تُلقن في المدارس

مافي زول بيملي عليك تكون شهم كيف ، جزء منها جينات و النصيب الأكبر للتربية

الأطفال هم أخطر ملاحظين و مقلدين .. لكل ما يرونه أمامهم من تصرفات

حسن شاف أبوه كيف ، مع أمه ، مع أخواته هو في البيت ، مع النساء في محيطه

شاف الشهامة و النخوة في بيتم عشان كدة لما اتخت في محك أخلاقي رغم صغر سنه الشديد ، الا أنه اللا وعي حقه اشتغل بي نمرة مية !

الزرع الحقيقي هو زرع الأخلاق في تركيبة عيالك ، البيوت ما ملايات و فرش و نجف

البيوت قيمة أخلاقية ! قيمة مغروسة بالفعل ما بيملوها تملية

لاحقا بعد ما عرفت القصة دي .. سألت أبوه تفتكر حسن جاب الحاجة دي من وين

أنا عارفة جابها من وين بس عايزة أعرفه حيقول شنو

قال لي تصدقي ، حسون دة كان عندنا مشكلة معاه ، مرات لما يزعل بضارب اصحابه بنات على أولاد

قمت مسكته قلت ليه عارف انت لما تضرب بت ولا ولد حيحصل شنو ، حيجي يوم زول يضرب اختك ، اها انت حتعمل شنو !

بي كل هدوء الولد اتفرمت !

الولادة ساهلة يا جماعة ، قاسية التربية !

ربح البيع يا أم حسن و أبوه

القصة دي ما مدهشة بالنسبة لي لما اعرف انه أم حسن هي دكتورة سارية و أبوه هو محمد حمزة

اعرف عنهما من الشهامة و الكرم و المروءة ما لا توفي حقه السطور !

ربح البيع والله !

محبتي التي تعلمون
#سلمى_المصباح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.