منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

اماني البخيت تكتب : نور الصباح المعاصى

0

اماني البخيت تكتب :

نور الصباح

المعاصى
………….
البنى آدميون خطاؤون و خير الخطاؤون التوابون ، و كل إنسان يخطئ فلسنا معصومون من الخطأ لكن يتحتم علينا أن نتوب و نستغفر لا نتعود المعاصى و كثرة الذنوب لأنها تميت القلب و تفرح الشياطين ، و الذنوب تختلف بإختلاف مسمياتها و عظمها عند الله كذنب و إثم و معصيه و كبائر !
إذن يستوجب على الإنسان ألا يقع في المعاصى و لكن درجات الإيمان تختلف بين البشر فمنهم من يهزم شيطانه و منهم من يستسلم و منهم من يجاهر و منهم من يستتر ، و ورد عن النبي صل الله عليه و سلم أنه قال : (( إذا أبتليتم فأستتروا )) ، فالعاقل لا يظهر عيوبه ليس نفاق منه و لكن دينه الحنيف يأمره بذلك ، و فى بعض الأحيان يريد أن يستقيم و يجد صعوبه فى مجاهدة نفسه و الله أعلم بالنوايا ، نقول لأمثال هؤلاء جاهد نفسك بالطاعات إلتزم بالصلاة في مواعيدها و أكثر من الإستغفار فإنه يمحو الذنوب و يرحمك الله به و تكره الفسوق و العصيان !
و يقول الله تعالى فى سورة الحديد معاتباً عباده المؤمنين : ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [الحديد: 16]، أي تلين عند الذكر و الموعظه و سماع القرآن ، و تنقاد له و تسمع له و تطيعه .
فلا يعقل أن تهدر عمرك في إرتكاب المعاصى فأنت لا تعلم متى تفارق الحياة !
مجهادة النفس عن المعاصى هي أعظم جهاد يخوضه الإنسان فى حياته فكل مظاهر الدنيا الجميله زائله لا تستحق أن تضيع آخرتك لها و تخسر علاقتك بربك ، فبعضهم يقول أنا أحب ديني و أحب ربي فإذا كنت كذلك ترجم هذا الحب لما يرضى الله ، فلا يعقل أن تحب شخص و تجتنب أن تفعل شيئاً يضايقه و لا يحبه فما بالك بمحبة الله !
محبة الله تعني قربه و مراقبته و ألا يكون أهون الناظرين إليك !
حينما تفعل المعصيه تختبئ و تتواري عن أعين الناس و أنت تعلم أن الله يراك أفلا تستحي ؟
الله رحيم غفور و هو يخاطب عباده بكل رحمه و حنان : (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )) الزمر (53) ، إنها دعوه لجميع العصاة و حتى الكفره إلى التوبه و الإنابة بأن الله يقبل التوبه مهما كثرت الذنوب و إن كانت مثل زبد البحر .
و الأهم من كل ذلك ألا يختلط قلبك بالشرك بالله فالله يقبل التوبه دون الشرك به و ربما يدخل العصاة المسلمين الجنه دون المشركين فما فائده الطاعات و الإلتزام و أنت تضع مع الله ند !
أعلم أن المشرك جزاؤه جهنم و بئس المصير ، فمن المبالغات أن تعشق فتاة من مخلوقات الله و تقول لها “بعبدك” !
أو أن تعتنق طريقه أو مذهب فتعظم إمامه و تعتقد أنه يضر و ينفع !
بالإضافه إلى الكبر الذى يجعلك تعتقد أنك الأفضل بحكم علمك أو منصبك أو شي آخر !
كل ذلك يجعل عملك هباءً منثوراً و كل أفعالك رياء لتجد المدح و الثناء على ما لا تستحق !
قال جل من علا : (( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا )) سورة النساء (48) ، فالشرك يحبط جميع أعمال الإنسان و تكون عاقبته وخيمه .
أما العصاة من أمة محمد يعاملون معامله خاصه الذين كان يؤمنون بالله و يشهدون أن لا إله إلا الله تقودهم ملائكة العذاب أمامهم ملك و خلفهم ملك و لا يجنزرون مثل الكفار حتى إذا وصلوا إلى مالك خازن النيران سألهم : من أي أمه أنتم و ما إسم نبيكم ؟
فيجيبون : نحن من أمة نبي القرآن و ينسون إسمه صل الله عليه و سلم ، و يقول لهم : محمد . و مايسمعون إسمه صل الله عليه و سلم حتى ينفجرون بالبكاء !
ثم يلقى بهم فى النار يقال لها يا نار لا تحرقى عقولهم فإنها صدقت بالله و لا أفئدتهم فإنها آمنت بالله .
ثم يأتى جبريل فيكشف له عنهم فيراهم فيسألونه أن يخبر النبي صل الله عليه و سلم بأن يشفع لهم فيذهب جبريل و يخبر النبي صل الله عليه و سلم بحالهم فيطيل السجود لله تعالى فيقول له ربه : يا محمد سل تجب ، إشفع تشفع ، فيذهب جبريل و يجد أن النار أكلت نصف أجسادهم فيخرجونهم و قد امتحشوا فيلقون في نهر بأفواه الجنة يقال له ماء الحياة، فينبتون في حافتيه كما تنبت الحبة في حميل السيل قد رأيتموها إلى جانب الصخرة وإلى جانب الشجرة، فما كان إلى الشمس منها كان أخضر، وما كان منها إلى الظل كان أبيض، فيخرجون كأنهم اللؤلؤ فيجعل في رقابهم الخواتيم فيدخلون الجنة فيقول أهل الجنة: هؤلاء عتقاء الرحمن أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه، فيقال لهم: لكم ما رأيتم ومثله معه.
نسأل الله أن يجنبنا المعاصي و الذنوب و أن يدخلنا الجنة بغير حساب و لا عقاب .

تحياتي لكم أماني البخيت

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.