منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

زاوية خاصة نايلة علي محمد الخليفة تدوين خلف الخطوط

0

زاوية خاصة

نايلة علي محمد الخليفة

تدوين خلف الخطوط

لم أعر ما قاله فضيلة الشيخ عبدالحي يوسف في حق قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أدنى إهتمام ، وتحاشيت الخوض فيه لا سلبا ولا إيجاباً ، من باب كف الأذى وغض الطرف عن صغائر الأمور التي لا تستحق الوقوف عليها بالأخذ والرد ، فجرح الوطن أكبر من أن نصغي لمثل هذه الترهات.

لم ينطفئ حريق كلمات فضيلة الشيخ ، فإذا بالبرهان يمرر عكسية في ميدان السياسة الذي تغيب تفاصيله عن أذهان الكثير ، في ظل حقبة شائكة يمر بها السودان ، هي الأخطر في تاريخه قديما وحديثاً ، ويصف فيها شخصاً ما دون تسميته ، بالضلالي والتكفيري ، الذي خاض في أمر الجيش ، ولم يهتم للخوض في أمره شخصياً ، وأرسل إشارات ورسائل قال فيها ، لا نقاتل من أجل حزب سياسي “فصدق الرجل” ، من أراد أن يساهم في حرب الكرامة ، عليه أن ينزل الميدان “فصدق”.

التراشق بالكلمات هناك وهناك ، أشعل الغضب بين المحبين ،(مهاجرين وأنصار يمين ويسار ) ، فهناك من يصب الزيت على النار ، وهناك من يبحث عن المناقب والآثار ، ففي هذا المقام أذكر واقعة معاصرة ، أن أحد الشباب تعلق قلبه بفتاة فأستفسر صديقه إن كانت مخطوبة أو لا ، فرد عليه سبق السيف العزل ، فلم يكترث لما قاله ، فطلب منه رقم هاتفها قائلا ، (ياخ أديني ليهو إمكن أقدر ادون خلف الخطوط) ،فقال له صاحبه حسنا أستشيرها ثم ارد عليك ، فعندما أبلغها بشأن صاحبه ، ردت عليه الفتاة بقولها(قول ليه مش تدون خلف الخطوط ، كان بقيت قوات خاصة بتنضبح شخ الأمر منتهي) ، فرجاء لا تدونو خلف الخطوط ، حتى لا ترتد عليكم سهامكم ، فأشتم رائحة أن ما بين البرهان وعبدالحي ، كالعهد الذي بين الفتاة وخطيبها ، وان في الأمر شيء من حتى (السياسة) ، والعلم عند ربي.

فالعاقل من نحى جانباً وصمت ، فالوقت ليس للجدال وهدر الزمن فيما لا ينفع ، فالوطن ينتظر سواعد بنيه الوطنيين ، لإنتشاله من مخالب العدو الذي يتربص به الدوائر ، فكل من تقدم الصفوف واستشهد ، لم يضع في خُلده انه خرج من أجل دنيا يصيبها ، أو إمرأة ينكحها ، بل خرج من أجل الدين والوطن ، وكل من يرابط في ميدان المعركة الآن ، عليه أن يراجع نفسه ، لو أن جهاده ورباطه من أجل البرهان ، أو من أجل السلطان فليَعُد من حيث أتى ، فالقفز لمآلات مابعد الحرب ، سُم يدسه العدو في الدسم ، لتشتيت جهود أهل الميدان وإنزال الهزيمة بهم ، وتحقيق مشروع تفتيت السودان ، فلننتصر للوطن أولاً ، وللننتصر لحرائر السودان أولا ، ومن ثم لكل مقام مقال ، ولكل حادث حديث ، ولكل رجال عهد ، ولكل دولة أبطال ، قوموا إلى معركة الكرامة ، فلا يشغلنكم عنها ، سوى أن تتمكنوا من رقاب عدوكم..لنا عودة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.