منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

الكاتبة الأميركية إيلين كلارك : ميليشيا الدعم السريع: النهاية الميتة سريريًا!

0

الكاتبة الأميركية إيلين كلارك :

ميليشيا الدعم السريع: النهاية الميتة سريريًا!

عندما تدخل مستشفى السياسة الدولية، وتجد ميليشيا الدعم السريع على جهاز التنفس الاصطناعي، لا تشعر بالشفقة، بل بالدهشة من قدرة هذا “المريض” على إثارة الفوضى رغم موته السريري. إنها حالة فريدة في عالم الحروب: ميليشيا تخوض معاركها وكأنها تخطط لفيلم أكشن بميزانية منخفضة، تتلقى الهزيمة تلو الأخرى، وتفقد قادتها الميدانيين وكأنها قائمة على مبدأ “افقد قائداً كل يوم واحصل على لا شيء بالمجان”.

الميليشيا، التي طالما كانت تُسوّق نفسها كوحش لا يُهزم، تعيش اليوم كابوسها الأكبر: واقع لا ينفع فيه “الكاريزما العسكرية” ولا حيل الابتزاز. فمن جهة، خسرت تعاطف المجتمع الدولي الذي بدأ يدرك أن مساندتها تشبه محاولة إنعاش جثة هامدة. ومن جهة أخرى، تخلت عنها أمريكا والدول الكبرى، التي لا تملك وقتاً لترف المراهنة على ميليشيا تفقد قادتها كما يفقد لاعب الورق أوراقه الرابحة في يد سيئة.

المفارقة الساخرة هي أن الميليشيا، التي كانت تحلم بأن تصبح دولة داخل الدولة، أصبحت مجرد “فكرة سيئة” داخل السياسة السودانية. أي تفاوض معها اليوم يشبه تماماً محاولة إنقاذ مشروع خاسر: إضاعة للوقت وضياع للأموال، أو في حالتنا هنا، ضياع لمصلحة الجيش والشعب السوداني. لماذا نمنح ميليشيا محتضرة فرصة للعودة؟ لماذا نعيد الروح إلى جسد أُعلن موته إكلينيكياً؟

أي تفاوض مع ميليشيا الدعم السريع في هذه المرحلة يعني إعادة تدوير الأزمة وبيع الشعب السوداني وهماً جديداً. الجيش، الذي حقق انتصارات ميدانية واضحة، والشعب، الذي دفع ثمن الحرب غالياً، لا يمكن أن يقبلا بهذا العبث. إنه وقت الحسم، لا التفاوض.

دعوا الميليشيا تواجه مصيرها المحتوم، ودعوا السودان يتحرر من إرثها الثقيل. الكوميديا السوداء قد تكون ممتعة في الأدب، لكنها كارثية في السياسة!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.