أفق جديد
توفيق جعفر المكابرابي :
( التصحيح : العبور الثاني ..!)
تنفس السودانيون الصعداء، وهم يرون أبناءهم قد أتموا أمتحانات الشهادة السودانية، بكل أمن، وسلام، والحمد لله رب العالمين، وذلك يعني أن الدعم السريع، كما قال الكاتب الصيني جيانغ وانغ تشي، عن سر القوة العسكرية للجيش السوداني تمثل فصلا نادرا، من فصول الصمود الأسطوري، هذا الجيش، الذي وجد نفسه وحيدا في مواجهة مؤامرة كبري كبري نسجت خيوطها أياد خفية مدعومة من دول أخرى غربية لا يمكن تفسيرها بالمعادلات التقليدية للجيوش ..!
كانت المؤامرة تهدف لإسقاط السودان في هوة الفوضي عبر حرب الشوارع تقودها عصابات لا تعرف الرحمة، تمتلك خبرة طويلة في الحروب غير النظامية، لكن الجيش السوداني وبعقلبته الحكيمة،وعبقريته الفذة قدم دروسا للعالم، وقلب كل المعادلات، وشل هذه العصابات، فحولهم الي جرذان تساق الي مصيدة محكمة أعدت لهم بذكاء ..!
اما الكاتبة الأمريكية ايلين كلارك فقد بينت حالة الدعم السريع وكتبت : عندما تدخل مستشفي السياسة الدولية ، وتجد ميليشيا الدعم السريع علي جهاز التنفس الاصطناعي، لا تشعر بالشفقة من قدرة هذا المريض علي اثارة الفوضي رغم موته السريري، انها حالة فريدة في عالم الحروب ..
وواصلت عن نهاية تراجيدية سوداء كما سمتها : المفارقة الساخرة انها كانت تعد نفسها كوحش لا يهزم والان تلفظ انفاسها الأخيرة، فمن جهة خسرت تعاطف العالم معها، الذي بدأ يدرك أن مساندتها تشبه محاولة إنعاش جثة هامدة ..!
تركنا مساحة من ( أفق جديد) لكتاب من العالم ليرووا كيف دحر الجيش، الأوغاد، وهم الآن في حالة ( موت سريري) كما سمته الكاتبة الأمريكية ألين كلارك ..!
وفي هذه الأجواء، اجواء الإنتصار كملت الإمتحانات، نهمس للمصححين ، تعاونوا مع الطلاب بمعني ، صححوا بسهولة، لا نقول جاملوهم، لكن هؤلاء الطلاب عاشوا الحرب، و٣٠% حالت ظروف النزوح، وعدم استقرار أسرهم، حالت بينهم والامتحان ..!
وبإذن الله سوف يمتحنون جميعا بعد شهور قليلة إمتحانات الشهادة مرة اخري مع الصف الثالث غير المعلق ..!
والعالم كله تابع بدقة معركة الامتحانات والتي كان مرورها يعني ان قوات الجنون تعاني الهلاك، ولو اعتدت على اي مركز، كانت فرصة لداعمي الحرب، ان يعلنوا أن السودان يحتاج لقوات دولية تفصل بين الجيشين ..!
المعركة القادمة سيدي البرهان هي معركة التصحيح فوجهوا المعلمين بمراعاة اي إجابة تصب في الحل الشامل، فالعالم الحر الآن في حالة فرح، وارتياح ..
لماذا؟
لان نجاح تأمين الامتحان يعني أن السودان مقبل ~ بعد النصر القادم ~ بإذن الله علي موسم الفرح الكبير بالسلام والإعمار والاستقرار ..!
ونعود
