تقرير: إسماعيل جبريل تيسو : بمتابعة البرهان، ومرابطة كباشي، فعلها الأبطال في الميدان.. تحــريـر مدني.. بسالة قـوات وتكتيك قيـادة..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو :
بمتابعة البرهان، ومرابطة كباشي، فعلها الأبطال في الميدان..
تحــريـر مدني.. بسالة قـوات وتكتيك قيـادة..
تنسيق مُحكم بين القيادة العليا للقوات المسلحة..
أوفي كباشي بوعده واحتفى مع الجنود من داخل الفرقة الأولى مشاة..
الفريق تاور: ما حققه الجيش أصبح مثار إعجاب ودهشة العالم..
الرئيس البرازيلي: أرادوا إضعاف الجيش فأصبح كل الشعب جيشاً..
وتحقق الوعد الذي قطعه الفريق أول ركن شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة الانتقالي، نائب القائد العام للقوات المسلحة، لمواطني المناقل التي ظل مرابطاً بها نحو أسبوع كامل، حيث تعهد كباشي بأن يتغنى مع الجميع من داخل مدينة ود مدني..
من أرض المحنة ومن قلب الجزيرة..
برسل للمسافر أشواقي الكتيرة..
وبالفعل أرسلت القوات المسلحة والقوات المساندة لها اليوم باقات من الأشواق ومشاعر الفرح التي فاضت جياشةً فامتلأت بها القلوب حتى سالت دفاقةً في كل شوارع المدن والقرى والأرياف بولايات السودان المختلفة، ليخرج الناس بعفوية من داخل السودان وخارجه، مهللين ومكبرين احتفاءً بعودة عروس الجزيرة ودرتها مدينة ود مدني إلى أحضان الوطن، وهي ترفل في ثياب العزة والكبرياء والشموخ، معافاةً من دنس الجنجويد، ومؤكدةً اقتراب شروق شمس السودان الجديد، السودان الخالي من دنس المتمردين، وأعوانهم من العملاء والمارقين.
كباشي يحتفي في مدني:
ولأنه كان صادق الوعد فقد سارع الفريق شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة الانتقالي، نائب القائد العام للقوات المسلحة والمشرف على عمليات محاور القطاع الشرقي والأوسط، إلى الالتحام مع قواته في مدينة ود مدني ليحتفي معها ومع المواطنين بفرحة استعادة المدينة الفرح، ومن داخل رئاسة الفرقة الأولى مشاة هنأ كباشي الشعب السوداني بهذا الانتصار الكبير الذي يحمل مضامين العزة وردِّ الاعتبار، وامتدح التضحيات الجسام التي قدمتها القوات المسلحة والقوات المساندة لها مترحماً على أرواح الشهداء ومتمنياً الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، ومبشِّراً في الوقت نفسه بالمضي قدماً لتحرير كل شبرٍ في البلاد دنسته ميليشيا الدعم السريع المتمردة.
ثمرة حراك مكوكي:
وظلَّ عضو مجلس السيادة الانتقالي، نائب القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، منذ الأحد الماضي الخامس من يناير 2025م في حراك مكوكي يجوب من خلاله عدداً من المحاور في عدد من الولايات، متفقداً المرابطين من ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة والقوات المساندة لها من الأجهزة الأمنية والشرطية والقوة المشتركة والمستنفرين والمجاهدين، بالخطوط الأمامية، يطمئن على أحوال القوات، ويراجع الخطط والاستراتيجيات، ويعطي الشارة الخضراء بانطلاق القوات، فكان وجود الفريق كباشي وسط جنوده في الجبهات الأمامية مؤشراً تجاوز حدود الزيارات الروتينية التي تستهدف رفع الروح المعنوية للمرابطين، إلى هدف أكبر وأسمى وأثمن، أصدر أوامره أمس بالتنفيذ، فآتى ثماره اليوم في مدني، وفي غيرها من المحاور التي تحمل نسائم الشتاء أخبارها المفرحة.
تحت أعين البرهان:
ما كان يفعله الفريق أول ركن شمس الدين كباشي خلال رباطه ووجوده بين جنوده، كان يٌصنع على عيني القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، من خلال غرفة السيطرة التي يتم من خلالها التنسيق بين مختلف المحاور وجبهات القتال في السودان، وحتى غرفة السيطرة الميدانية هذه كان البرهان كثيراً ما يغادرها وينزل أرضية الميدان بنفسه متفقداً المرابطين في المواقع الأمامية، وقد رأينا ذلك في عدة مواقع كزيارته لسهل البطانة، وكوستي وكنانة، بل كان البرهان يتفقد المواطنين المتأثرين بانتهاكات وجرائم ميليشيا الدعم السريع، مثل تفقده لمواطني منطقة ود النورة بولاية الجزيرة بعد سويعات من المجزرة البشعة التي ارتكبتها ميليشيا آل دقلو الإرهابية في حق سكان تلك القرية الوادعة، كما ظل البرهان يتفقد المواطنين ويجالسهم مرسلاً تطميناته بقدرة الجيش على دحر الميليشيا وردِّ اعتبار الشعب السوداني، هذا فضلاً عن مشاركة رئيس مجلس السيادة الانتقالي مواطنيه مناسباتهم المختلفة، كما فعل مؤخراً في أم درمان مع الطائفة القبطية بتشريف احتفالاتهم بأعياد الميلاد، ومشاركة المرأة احتفالاتها بأعياد الاستقلال، قبل أن يخرج في جولته الخارجية الحالية لعدد من الدول، يقابل رؤساءها بروح معنوية عالية، في ظل التقدم الذي تُحدثه قواته وهي تحقق الانتصار تلو الانتصار.
إحكام التنسيق والمتابعة:
ويرى الخبير العسكري والاستراتيجي فريق شرطة دكتور جلال تاور، أن أركان التخطيط الثلاثة المتمثلة في التنبؤ والزمن والتنسيق كانت محكمة، وآتت أكلها في تحقيق هذا الانتصار الكبير باستعادة مدينة ود مدني، وفي الانتصارات التي تحققت، وتتحقق يوماً بعد يوم، في محاور وجبهات أخرى، ونوه الفريق تاور في إفادته للكرامة إلى شكل التنسيق المحكم والعالي بين قيادة الجيش ممثلة في القائد العام الفريق عبد الفتاح البرهان ونائبه الفريق شمس الدين كباشي بالإضافة إلى الفريق ياسر العطا مساعد القائد العام، مبيناً أن كل واحد من هذا الثلاثي اضطلع بمهمة فاعلة خلال هذه الحرب، وقال إن التناغم بين هذه القيادة خلق جيشاً كاملاً من القوات المسلحة والقوات المساندة لها من القوة المشتركة والقوات النظامية والأمنية إضافة إلى المستنفرين والمجاهدين، وكافة قطاعات الشعب السوداني التي اصطفت حول قواتها المسلحة، وأشار الفريق جلال تاور إلى قوات خاصة بسلاح المهندسين تطلق على نفسها فاغنر قال إن الفريق ياسر العطا كان خلف تشكيلها، مبيناً أن قوات فاغنر هذه لعبت دوراً متعاظماً كقوات ذات مهام خاصة استطاعت إحداث فروقات في ساحات وميادين القتال، وإضافة إلى اهتمامه بقوات فاغنر قال تاور إن الفريق ياسر العطا، استحدث فكرة المتحركات الأربعة التي اجتمعت في منطقة كرري والمهندسين والتي نجحت في استعادة الكثير من المناطق في أم درمان القديمة والإذاعة والتلفزيون، إضافة إلى عملية فتح الجسور الثلاثة الأمر الذي أدي استنزاف الميليشيا المتمردة وتفتيت قوتها الصلبة، وختم الخبير الاستراتيجي الفريق شرطة جلال تاور إفادته بأن معركة الكرامة الوطنية وبجانب إبرازها لقدرة قيادة الجيش على التخطيط وإدارة المعارك، فقد لفتت هذه المعركة الانتباه إلى الشجاعة والبسالة منقطعة النظير التي يتمتع بها الجيش السوداني الذي أصبح مثار حديث وإعجاب عديد الجهات والمؤسسات المعنية بالبحوث والدراسات العسكرية التي باتت تنظر إلى الجيش السوداني كتجربة فريدة وقوة نوعية ضاربة وغير مسبوقة، مشيراً في هذا الصدد إلى حديث قائد قوات الاحتياطي الشرق أفريقية “إيساف” الذي قال إن الجيش السوداني قدم خلال هذه الحرب تجربة بشرية لا مثيل لها، حيث استطاع أن يقلب الطاولة في وجه المتمردين بعد أن كان محاصراً ليتحول إلى مهاجم ومسيطر يمتلك زمام المبادرة في مختلف محاور وجبهات القتال، ونوه تاور إلى هذا حديث الرئيس البرازيلي الذي قال إن الغرب أراد إضعاف الجيش السوداني، فأصبح كل الشعب جيشاً، ويوماً ما سيحكم أفريقيا.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فقد أوفت القوات المسلحة والقوات المساندة لها بعهدها، فاستعادت مدينة مدني “دخلوها وصقيرها حام”، تم ذلك بفضل بسالة وشجاعة الجندي السوداني، وبفضل الدعم والإسناد الذي وجدته القوات المرابطة في المواقع الأمامية من ثقة منقطعة النظير من القيادة العليا التي كان لوجودها الدائم مع القوات أثراً في رفع الروح المعنوية، ومعالجة كل النواقص ميدانياً، ومناقشة الخطط العسكرية والاستراتيجيات القتالية، وقطعاً جيش بهذا التنسيق المحكم والتعاون منقطع النظير لقادر على دحر هذه الميليشيا المتمردة وتنظيف كل شبرٍ في البلاد من دنسها، و”هل يُهلك إلا القومُ الظالمون؟