د. اسماعيل الحكيم يكتب : *ربح بيعكم والتحية لكم .. مجاهدون ملحمة الكرامة ..*
د. اسماعيل الحكيم يكتب :
*ربح بيعكم والتحية لكم .. مجاهدون ملحمة الكرامة ..*
نفرد هذه المساحة الممتدة على ربوع الوطن الجريح والمضمخة بعبق التضحية والفداء ..لشباب السودان المجاهدين ..الذين لبوا نداء الحق والجهاد ..فهم ليسوا بجنود في القوات المسلحة أو القوات النظامية الأخرى ..وإنما هم أبناء السودان ..تدافعوا إلى أرض النزال من كل حدب وصوب نصرة للدين وحماية للأرض والعرض ساعة نادى المنادي فكانوا عضداً قوياً وذراعاً أيمن لقواتنا المسلحة .
ففي زمن عزّ فيه الصدق وندر فيه الإخلاص، وقف شباب السودان موقفًا تهتز له الجبال الراسيات ، وأثبتوا أن الرجولة ليست كلمات تقال ولا صور تلتقط أو فيديوهات تسجل ، بل هي مواقف تُكتب بدماء الأوفياء الخلص وتُنحت بعَرِق البذل والكفاح . فلم يكونوا طلاب مجدٍ زائل أو طالبي دنيا حقيرة ، ولا باحثين عن شهرة ومجون ، لكنهم كانوا حماة كماة صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فقدموا أرواحهم قربانًا لعزة الدين وحماية للأرض والعِرض ومعذرة لله ورسوله ، ورفعوا راية الجهاد في سبيل الله دون منٍّ أو أذى في زمن توارى فيه الكثيرون جبناً وخيانة ..
إنهم يا سادتي شباب أخفياء أتقياء نحن لا نعلمهم لكن الله يعلمهم ، لم يلهثوا وراء الأضواء والشوو ، ولم ينتظروا التصفيق و التكريم ، بل خرجوا تلبية لنداء المنادي: ” *حي على الجهاد!”،* فلبوا النداء بقلوب ثابتة وأقدام لا تتراجع وإيمان راسخ ، فكانوا درع السودان وسيفه ، وكانوا للأمة عنوان التضحية والفداء . وللجيش نصرة وسنداً .. هؤلاء علموا أن
الطريق لم يكن مفروشًا بالورود والرياحين ، ولم تكن التضحية مجرد شعار يُرفع ، بل كانت دماءً تسيل، وأرواحًا تُزهق، وقلوبًا تنبض بالإيمان حتى آخر رمق . فسقط منهم الشهداء مرتقين إلى عليين ، وأصيب بعضهم، فحملوا جراحهم على أكتافهم ولم يبدلوا ، وأُسر بعضهم فذاقوا صنوف العذاب ولم ينكسروا. بل كانوا يدركون أن معركة الكرامة ليست مجرد حرب وقتال ، ولكنها قضية وجود ، ومعركة هوية ، وجهاد دفع ..وفوق هذا وذاك فرقاناً بين الحق والباطل .
كما أنهم علّموا العالم معنى الوفاء للعهد والإخلاص لله والصدق مع إخوانهم الشهداء ، فقد أعادوا للسودان مجده التليد ونضاله المتفرد ، فالأرض السودان التي أنجبت المهدي وعبد القادر ودحبوبة ، لا تزال حبلى وتنجب الأبطال والمجاهدين ، الذين لا يساومون على شرف الوطن ، ولا يفرطون في العهد مع الله . فمن دمائهم ستنبت الحرية والسيادة ، ومن تضحياتهم سيزهر الفجر وينجلي الظلام بحول من الله وقوة ، وسيبقى السودان أرض السؤدد والمجد والكرامة، ما دام في شبابه عرق ينبض بالعزة، وقلب يخفق بإيماناً بالله .
إنهم رجال لن تذكرهم الصحف كثيرًا ، ولن يتصدروا عناوين الأخبار، لكن ستخلدهم ذاكرة التاريخ السوداني ، لانهم محفورون في صفحات المجد ، شهداؤهم أحياء عند ربهم يرزقون ، ونحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدًا.
فالسلام على أرواح شهداءهم الطاهرة ، والرحمة على دمائهم الزكية ، والعهد أن تبقى تضحياتهم منارة تهدي الطريق لجيل قادم ، يواصل مسيرة العزة حتى يكتب الله لهذا الوطن نصره المبين بإذن الله تعالى.