منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

محمد ازهري يكتب : دار أبي سفيان!

0

محمد ازهري يكتب :

دار أبي سفيان!

السودانيون بعد إندلاع الحرب، هربوا غرباً إلى تشاد فاستغلتهم الإمارات، انشأت بسببهم المستشفيات ظاهرياً وفعلياً حولتها لعلاج جرحى المليشيا، وأدخلت السلاح والمسيرات بحجة المساعدات الإنسانية، وتشاد نفسها حرمت طلاب الشهادة السودانية من الجلوس للامتحانات على أراضيها.
السودانيون هربوا شرقاً إلى أثيوبيا فمنعتهم سلطاتها من الوصول إلى مدنها الكبيرة، وألقت بهم وسط الغابات بين الحيوانات المفترسة وعصابات الشفتة الحقيرة، حتى عادوا مكرهين إلى بلادهم سيراً على الأقدام في مشهد مأساوي أليم.
السودانيون هربوا إلى النصف الأخر من البلاد، واتجهوا جنوباً حيث أواصر الشوق والحنين والمحبة التي لم تنفصل عن قلوب السودانيين، الداخل إلى جنوب السودان كأنه نازح من مدني إلى المناقل، أو من الخرطوم إلى الجزيرة أبا، عاش السودانيين في جوبا ـ واو ـ جنوقلي ـ نملي ـ كما يعيش استيفن في أقصى حلفا، بين ليلة وضحاها تدخلت أياد الخبث والخيانة و أججت نار الفتنة، ثار بعض الشعب الجنوبي ضد اخوتهم السودانيين الذين تدثروا بثياب أرضهم من نار الحرب، لكن للأسف قتلوهم وأحرقوهم داخل منازلهم، ونهبوا متاجرهم وممتلكاتهم.
السودانيون هربوا بالملايين شمالاً إلى مصر وهي أكثر من استقبل لاجئين، استأجزوا شقههم وكثير منهم تملكها بحر مالهم، عاشوا وسط الشعب المصري فبادلهم الحب ومنحهم الاحترام، استقبلوهم كما يستقبلون مياه النيل العظيم، نعم هناك أصوات شاذة ظهرت عبر الميديا منزعجة من تواجد السودانيين لكنها لم تعبر عن الشعب المصري وحكومته، وهنا دعونا نقول هم جسدوا التقارب بين الشعبين واقعاً عملياً فالسوداني في مصر آمن كمن دخل دار أبي سفيان.

شكراً مصر حكومةً وشعباً .. شكراً أرض الكنانة.

محمد أزهري

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.