وهج الفكرة د . أنس الماحي يكتب : *الجيش السوداني ملحمة التحدي والخلاص .. !!*
وهج الفكرة
د . أنس الماحي يكتب :
*الجيش السوداني ملحمة التحدي والخلاص .. !!*
● في ظل مؤامرات دولية معقدة ورهانات على تفكيك السودان وتقسيمه ، يقف الجيش السوداني كالسد المنيع ، يفشل مخططات الإمارات التي أرادت فرض واقع جديد عبر دعم ميليشيا الدعم السريع الإرهابية ولكن كما هو معلوم ، لا تُهزم الأوطان التي تحميها جيوش العقيدة والإرادة .. !!
● وعلى الرغم من حجم المؤامرات وشراسة الدعم الخارجي، استطاع الجيش السوداني الصمود، وتوجيه ضربات قاتلة لميليشيا الدعم السريع ، محبطًا بذلك المشروع الإماراتي خطوةً بعد خطوة، وكان تحرير العديد من المدن والولايات مثل سنجة والدندر ، الجزيرة، شمال كردفان، وأجزاء واسعة من الخرطوم وشرق النيل، أثباتاً على أن الجيش السوداني ليس مجرد قوة نظامية، بل هو درع الأمة الحصين، فلقد استطاع الجيش السوداني السيطرة على الإمداد العسكري وقطع خطوط الدعم القادمة من الإمارات عبر تشاد وليبيا، وهي من أهم الإنجازات الاستراتيجية التي قلبت الطاولة على أعداء السودان .. !!
● فالتقدم الميداني للجيش السوداني.. هل يقترب معه الحسم العسكري؟ .. منذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023م ظلّت المواجهات بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع الإرهابية تتخذ طابعًا متغيرًا بين كرٍّ وفرٍّ لكن التطورات الميدانية الأخيرة تعكس تحولًا استراتيجيًا هامًا لصالح الجيش السوداني، مع استعادة عدد من المدن والمواقع الحيوية، مما أثار التكهنات حول إمكانية حسم الحرب عسكريًا وسط استبعاد تام لقدرة قوات الدعم السريع على تحقيق ذلك ..!!
● مكاسب ميدانية كبيرة وتقدمآ عظيمآ لم يكن مجرد نجاحات تكتيكية آنية، بل جاء كنتيجة لعدة عوامل رئيسية، منها تحسن الأداء العسكري والتكتيكي للجيش مستفيدًا من الخبرات المتراكمة خلال المعارك واستنزاف الدعم السريع بفقدانه خطوط الإمداد الرئيسية، خاصة بعد تحجيم تدفق السلاح القادم عبر الحدود مع ليبيا وتشاد، والنقطة الأهم الدعم الشعبي واسع النطاق للجيش، حيث تحولت المقاومة المدنية في عدة مناطق إلى حليف ميداني يساهم في طرد عناصر الدعم السريع ، مع استخدام الجيش لأساليب قتالية أكثر فاعلية، من بينها الحرب الحضرية، واستهداف مراكز القيادة والسيطرة التابعة للميليشيا .. !!
● إن جميع المؤشرات للمحللين العسكرين والقادة الميدانيين تشير الى أن الجيش السوداني بات في موقع أقوى من أي وقت مضى، مما يجعل احتمالية الحسم العسكري أمرًا ممكنًا، وإن كان لا يزال يتطلب بعض الوقت والتكتيكات المدروسة، ولعل ابرز هذة المؤشرات التي تعزز سيناريو الحسم العسكري لصالح الجيش السوداني استمرار التقدم الميداني بوتيرة متسارعة، ما يشير إلى أن الجيش لم يعد في موقع الدفاع، بل أصبح في وضع الهجوم والاستعادة التدريجية للمناطق المحتلة ..!!
● كما تشير تزايد الانشقاقات داخل صفوف الدعم السريع، مع تقارير عن فرار عناصرهم بسبب انهيار الروح القتالية وضعف الإمداد على أقتراب الحسم، هذا بالأضافة الى العزلة التى الدعم السريع دوليًا، خاصة بعد تزايد الأدلة على تورطه في جرائم حرب وتطهير عرقي، مما قلل من الدعم الخارجي له، وهو ما ادى الى ضعف قدرة الدعم السريع على شن عمليات كبرى جديدة، إذ أصبحت محاولاته لشن هجمات مضادة غير فعالة وتفتقر إلى العمق الاستراتيجي .. !!
● ولكن تري ما هي السيناريوهات المتوقعة للمرحلة المقبلة ..؟؟.. يبدو ان السيناريو الأقرب للتحقيق هو سيناريو الحسم العسكري الشامل لصالح القوات المسلحة فاستمرار العمليات بوتيرة متسارعة سوف يؤدي إلى استعادة المزيد من المناطق الحيوية، وصولًا إلى تفكيك الميليشيا تمامًا وإنهاء وجودها كقوة منظمة ، كما أن تكثيف العمليات في الخرطوم ودارفور يقود إلى انهيار الدعم السريع في معاقله الرئيسية على الرغم من أن البعض يستبعد سيناريو الحسم العسكري لأنه يتطلب تدمير بنية الدعم السريع بالكامل .. !!
● السيناريو الثاني يشير الي استمرار الصراع مع ميلشيا مفككة فعلى الرغم من تقدم الجيش، قد يحاول الدعم السريع التحول إلى تكتيكات حرب العصابات، مما قد يُطيل أمد الصراع لكنه لن يغير ميزان القوي اما السيناريو الثالث تعبر عنه التدخلات السياسية لوقف الحسم العسكري فقد تسعى بعض الأطراف الدولية إلى فرض ضغوط دبلوماسية لمنع الوصول الي إنتصار تاريخي للجيش السوداني واللعب على سيناريو الحلول السياسية ولكن من المرجح ان لا يقبل الجيش السوداني بأي تسوية تُبقي الدعم السريع كقوة قائمة، خاصة بعد كل الدمار الذي تسببت فيه الميليشيا وهناك من يرى ان سيناريو الحرب الممتد هو الأكثر ترجيحاً .. !!
● السودان ليس ساحة عبث لمن يخططون لتقسيمه ، والجيش ليس مرتزقة ليُشترى بالمال فقد أثبتت القوات المسلحة السودانية أن إرادة الشعوب أقوى من المؤامرات وأكبر من الخيانات فالإمارات خسرت رهانها في السودان وسينتهي بها المطاف أمام ملف سوداني مُحمّل بالأدلة والبراهين حول تورطها في دعم الإرهاب والميليشيات .. !!
● لقد حقق الجيش السوداني الكثير فيكفى أنه أحبط المخطط الإماراتي في السودان، كما ان الجيش يواصل استعادة الأراضي من قبضة التمرد، ويكفى أنه أفشل مخطط تمرير الإمارات لمشروع تقسيم السودان، لكنها وجدت جيشًا لا يُساوم على وحدة بلاده، ومع كل ذلك فإنه ما زال السودان يواجه تحديًا كبيرًا في الساحة الدولية، لكن انتصاره في الداخل هو مفتاح قلب الموازين عالميًا، إن الجيش السوداني هو خط الدفاع الأول عن السودان، وأي دعم له هو دعم لاستقلال الوطن وسيادته ..!!