سعيد حبيب الله يكتب :
*حزب الأمة…البصيرة أم حمد!!*
…
لا أحد في السودان ينكر الدور الذي لعبه حزب الأمة في تشكيل الحياة السياسية، على أيادي موسسه الإمام عبد الرحمن و خلفائه الإمام الصديق و الهادي و الصادق رحمهم الله جميعا. لكن تبدل الحال عندما بدأ يسند الأمر لغير أهله، إلى أن وصل بالحزب الأمر إلى تولي اللواء م. برمة ناصر رئاسة الحزب خلفا للإمام الراحل الصادق الصديق عبد الرحمن المهدي، و المثل السوداني يقول: ” الخلفة لن تحصل القندول”.
بالطبع، عندما يوضع قرد في مقدمة القطيع، من ينظر إليه يرى أن كل القطيع قرود. و وصل بحزب الأمة( الأسد ) الحال لأن تجره صغار القرود من ذيله و تلعب بخصيتيه. أنها إهانة لهذا الحزب العريق، أيما إهانة.
و الحزب العجوز عود الشعب السوداني على مسكه العصاء من منتصفها، و يوزع الأدوار على عناصره ثم ينكر ذلك و يعلن أنهم لم يمثلوا إلا أنفسهم. و خير شاهد على ذلك تعيين الولاء و الوزراء و أعضاء مجلس السيادة، في المركز و الولايات إبان فترة حكم قحت نكبة السودان، قبحها الله.
إن كسر الجرة اليوم، كان قد سبقه قطع رأس الحمل_ هي وصفة الخبيرة البصيرة أم حمد _ نفسها، التي قطعت رأس الحمل ثم كسرت الجرة.
ان حزب الأمة ظل شريكا لهذه المليشيا المجرمة الإرهابية و مناصرا لها منذ اندلاع هذه الحرب، من خلال انضمامه لما عرف بقحت، و التي تحولت إلى تقدم و أخيرا فرعها صمود. الحزب الذي لم يدن أي انتهاكات لمليشيا الدعم السريع بدءا بما تم لقبيلة المساليت في الجنينة و كل ولايات دارفور و الجزيرة و كردفان و سنار و سنجة و الدندر و النيل الأبيض و قبله الخرطوم و كل المناطق التي دنسها هولاء الأوباش بأقدامهم النجسة، و التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين. لم يفتح الله بصيرة الحزب لادانتها. و بالمقابل ظل الحزب يدين القوات المسلحة على الدوام و يدعي استهداف الجيش لعناصره العميلة و المتعاونة مع المليشيا في كل جرائمها التي إرتكبتها في حق الوطن و المواطنين. كوادر حزب الأمة هي التي تشكل ما يزعم أنه إدارة مدنية في مناطق سيطرة الدعم السريع المتمردة. و أستمر هذا الحزب في ادانته الخجولة و التي تشمل طرفي النزاع حسب زعمه.
عندما قصفت المليشيا سوق صابرين و حصدت أرواح الأبرياء و كذلك الأبيض و أم درمان و الجزيرة و قتل أكثر من 400 مواطن برئ في و القطينة و 200 في ود النورة و مثلهم في السريحة و الهلالية و المسلمية و الجبلين و الفاشر و مخيم زمزم، كان حزب الأمة يدين مقتل عنصره في أم روابة بيد المليشيا نفسها.د!
ان خصلة حزب الأمة أشبه بالسلوك الفطري لطائر الواقواق و هو معروف بانتهازيته. لا يكلف نفسه عناء بناء عش خاص به، بل يضع بيضته في عش طائر آخر و تفقص البيضة قبل بيض الطائر، و يقوم فرخ الواقواق برمي بيض الطائر و ينفرد بالغذاء الذي يجتهد الطائر في توفيره خاصة أن احتياجات فرخ الواقواق أحيانا تفوق إمكانيات الطائر صاحب العش.
و بعد ميثاق نيروبي، يبدو أن طائر الواقواق هذه المرة وضع بيضه في جحر الكوبرا، لا يمكن التنبؤ بما سيحدث لحزب الأمة بعد هذه المغامرة! إذ برفت اللواء برمة ناصر، يكون الحزب أصبح يديره الأحباب و الأصهار. و الفرصة مواتية للفريق عبد الرحمن الصادق المهدي ليضع يده على الحزب و ينقذ ما يمكن إنقاذه.
الأربعاء: 26/2/2025
