رأس الخيط عبدالله اسماعيل يكتب : *جرس الإنذار الأخير: العنصرية تهدد وجود البلاد*
رأس الخيط
عبدالله اسماعيل يكتب :
*جرس الإنذار الأخير: العنصرية تهدد وجود البلاد*
بينما يمضي السودان في مسيرته نحو استعادة هيبته وأرضه، تتسلل من بين الركام أصوات ضالة تحمل بذور *الفتنة وتغرسها في خاصرة الوطن* المكلوم. تلك *الأصوات العنصرية المتخفية خلف عباءات من الخوف والطمع، تحاول اليوم شق الصف الوطني، وكأنها لم تتعلم من دروس التاريخ أن *التفكك والانقسام هما ما سيمكنان العدو من تحقيق مآربه.*
إن المعركة السودانية اليوم تخوضها مكونات وطنية شجاعة، تشكلت من القوات المسلحة، قوات الأمن والمخابرات، قوات ابوطيرة، القوات المشتركة، الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال وقوات الاستاد مثل البراءون، الفرقان، البرق الخاطف والأهوال والمستنفرين إلى جانب الحركات المسلحة الأخرى التي اختارت الانحياز إلى الوطن، وفي مقدمتها قوات مصطفى تمبور، وغيرهم ممن هبوا لنصرة البلاد في معركة الكرامة الكبرى.
هذه القوات التي *وحدها حب الوطن وأهداف التحرير النبيلة،* استطاعت أن تصمد في وجه مليشيا النهب والاغتصاب، وأن تحفظ معظم مدن البلاد وقراها رغم كل التحديات. ولكن *الخطر الذي يحدق بنا اليوم ليس في ميدان المعركة وحده، بل في ذلك الصوت النشاز الذي يحاول تفكيك صندوق المعركة من الداخل.*
*فتنة جديدة بثوب العنصرية*
أولئك الذين يستهدفون قيادات معينة من هذه القوات بحجج عنصرية أو مناطقية إنما يمارسون نشاطاً تخريبياً بالغ الخطورة. يسعون لتفتيت وحدة الصف بذرائع واهية، وكأنهم يغفلون *أن كل قطرة دم سالت دفاعاً عن السودان، هي دماء سودانية خالصة لا تعرف اللون أو القبيلة.*
الهجمات اللفظية على قيادات بارزة مثل *جبريل إبراهيم،* الذي رغم انتمائه الجغرافي لدارفور إلا أنه قاتل ببسالة لتحرير سنجة، الجزيرة، المصفاة، أم درمان، بحري، أم روابة، الرهد ويستعد لخوض معارك اكثر شراسة في كردفان وصولا لدارفور وان ما ذلك التهشيم المتعمد لصورة الرجل سوى محاولة لخلق شرخ عميق في الصف الوطني.
وكذلك، فإن الحملة ضد *كيكل وقواته* التي انضمت لمعركة التحرير، هي استهداف مقصود لتعطيل مشروع التحرير عبر إيقاد نيران الفتنة.
أما *مناوي* الذي قدم تضحيات غالية من دماء اشقائه وأهله، فهو الآخر يتعرض لمحاولات التشويه.
*العدو الأكبر هو التفرق والانقسام*
إن هذه *الحملات العنصرية* ليست سوى أدوات يستغلها الجاهلون. أولئك الذين ينادون بطرد الحركات من الشرق والجزيرة والشمالية، *بينما دماء تلك الحركات لا تزال تسيل هناك دفاعاً عن الوطن*، وهؤلاء لا يمكن أن يكونوا إلا جزءاً من مخطط تفتيت السودان.
فبدلاً من توجيه البنادق إلى صدر العدو، يريدون تحويلها إلى صدور بعضنا البعض. وكأنهم يريدون أن يحلوا خلافاتهم الوهمية قبل أن تحسم معركة الكرامة الكبرى.
*أيها السودانيون،* إن الحرب أولها كلام، والكلام الذي يتردد اليوم يحمل في طياته بذور فتنة قد تلتهم كل ما تبقى من السودان إذا لم يتم التعامل معها بحزم.
*رسالة إلى الدولة: يجب التحرك فوراً*
على القيادة العليا في السودان أن تدرك أن هذه الدعوات العنصرية هي تهديد مباشر لاستراتيجية التحرير. لا بد من خطاب وطني موحد يقضي على بذور الفتنة، ويعزز مفهوم الوحدة الوطنية المبنية على الكفاءة والجدارة، وليس على الانتماءات القبلية أو المناطقية.
يجب أن تتحرك أجهزة الدولة فوراً لتجريم كل دعوة تحريضية أو عنصرية، وأن تطلق حملات إعلامية مكثفة لتوضيح أن المعركة لم تنتهِ بعد. إن الذي ينادي بفرقة الصف هو في جوهره عدو للوطن، سواء أكان يدرك ذلك أم لا.
*رسالة إلى العنصريين: إنكم تلعبون بالنار*
إن الذين يحاولون تسويق أنفسهم كحماة للعرق أو الإقليم، إنما يسعون لتقويض كل ما حققته هذه القوات البطلة على الأرض. يجب أن يعلموا أن المعركة لم تصل إلى نهايتها بعد، وأن محاولة زرع الفتنة الآن ليست سوى خيانة موصوفة، سيكتبها التاريخ بحبر العار.
وإن لم تتوقف هذه الدعوات الخبيثة، *فإنها ستكون بداية لحرب جديدة لا تبقي ولا تذر.* إن الذي يعمل ليدفع الرماة إلى النزول من فوق الجبل طمعاً في الغنائم بينما المعركة لا تزال مشتعلة، هو الذي سيسقط أولاً تحت ضربات العدو الذي ينتظر هذه اللحظة لينقض على الجميع.
*لنكن شعباً واحداً*
أيها السودانيون، المعركة التي نخوضها اليوم *أكبر من قبيلتي وقبيلتك.* إنها معركة وجود، معركة كرامة، *معركة وحدة وطنية ينبغي ألا تُمَسّ تحت أي ذريعة.*
نحن بحاجة إلى إدراك عميق بأن *ما يجمعنا هو السودان، وأن ما يحمينا هو وحدتنا.*
إن هذه اللحظة التاريخية تقتضي منا أن *نحارب العنصرية والمناطقية كما نحارب العدو في الميدان.*
أن ننتصر أولاً، ثم نجلس لتنظيم صفوفنا تحت لواء الجيش الوطني، ونعيد بناء السودان على أسس من العدل والمساواة.
لا تسمحوا للأصوات النشاز بأن تفسد المزاج الوطني العام. لا تتركوا للعنصريين مساحة لتفكيك نسيجكم الاجتماعي.
*وإن كان لنا أن ننتصر، فلننتصر كشعب واحد، يرفع راية السودان، ويؤمن أن انتصار المعركة يكمن في توحيد الصفوف، وليس في تشتيت الجهود.*
10 مارس 2025