منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

من أعلي المنصة ياسر الفادني يكتب:  *تجري الرياح بما شاء الله لها، لله نحن و موج البحر والسفن*

0

من أعلي المنصة

ياسر الفادني يكتب:

*تجري الرياح بما شاء الله لها، لله نحن و موج البحر والسفن*

حينما وقف الفريق أول عبد الفتاح البرهان يخاطب السودانيين من سرداق شهيد في السابير، كان صوته يحمل نبرة الحسم، وكان كلماته تعبر عن موقف لا رجعة فيه: “سنقتص لكل سوداني حقه من هذه القوة الغاشمة المعاندة، ولا فرق بين الفاشر وشندي، ولن نتفاوض، ولن نذهب إلى جدة مرة أخرى”، بهذه العبارات القوية رسم قائد القوات المسلحة معالم المرحلة القادمة، وأغلق الباب أمام أي محاولة لإعادة إنتاج المشهد عبر تفاوض عبثي مع مليشيا إحترفت القتل والنهب والتخريب

لم يكن هذا التصريح مجرد كلمات تقال في لحظة انفعال، بل كان رسالة واضحة بأن الجيش السوداني قد حسم خياراته، وأنه لن يسمح بعد اليوم بأنصاف الحلول التي لا تعيد للوطن كرامته ولا تحفظ لأهله أمنهم، فمنذ اندلاع الحرب، ظل السودان يدفع ثمن خيانة لم يكن يتوقعها، إذ انقلبت مليشيا الدعم السريع على الدولة، وتحولت من قوة مساندة إلى وحش دموي لا يفرق بين مدني وعسكري، ولا بين مسجد وسوق، ولا بين قرية ومدينة

البرهان حينما أكد أن الجيش سيقتص لكل سوداني، لم يكن يتحدث عن مجرد عمليات عسكرية، بل عن معركة مصير، معركة لا مجال فيها للمهادنة، معركة لا بد أن تنتهي بانتصار الدولة على الفوضى، وانتصار المؤسسات على العصابات. فالجيش السوداني ليس مجرد قوة نظامية، بل هو درع الأمة وسيفها، وهو الذي ظل عبر التاريخ صمام الأمان في كل المحطات الحرجة، واليوم، وهو يخوض معركته المصيرية ضد هذه القوة الغاشمة، فإنه لا يدافع فقط عن سيادة البلاد، بل عن وجودها ذاته

إغلاق باب التفاوض مع المليشيا خطوة تعني أن مرحلة المراوغات قد انتهت، وأن الحديث الآن بلغة النار والحديد، فلا جدة ولا أي عاصمة أخرى ستحتضن جولة جديدة من الخداع السياسي، الجيش وهو يقاتل في كل الجبهات، لا يقاتل من أجل انتصار شخصي أو سياسي، بل يقاتل لأن بقاء السودان نفسه صار مرهونًا بهذه المعركة. ومن هنا، فإن الشعب السوداني مدعو للوقوف صفًا واحدًا خلف قواته المسلحة، لأن هذه الحرب ليست حرب الجيش وحده، بل هي حرب كل سوداني يرى في بلده وطنًا يستحق الحياة والكرامة

إني من منصتي انظر …حيث أري أنه …قد تتغير الرياح، وقد تهب العواصف، لكن الجيش هو الموج والسفن، هو الذي يواجه العاصفة ولا ينحني، هو الذي يكتب التاريخ بدماء الشهداء لا بمداد المفاوضات العقيمة، وفي نهاية المطاف، لن يكون في السودان مكان إلا لمن دافع عنه، ولمن حمل السلاح من أجل عزته، ولمن رفض أن يكون الوطن رهينة لمليشيا لا تعرف إلا لغة الخراب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.