منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

اشرف خليل يكتب : *القوني الذي لم اعرفه!!.*

0

اشرف خليل يكتب :

*القوني الذي لم اعرفه!!.*


لم التقي القوني -(وجها لوجه)- مطلقا..
ولكن لي معه موقف غريب..
كنت اعرف انه يأتي يومياً ومساءً، الي الشقة المقابلة لمنزلي لاحتساء (الرفيع من المشروبات)..
لم يثر الأمر حفيظتي طالما انه يأتي خلسة ويذهب خلسة، دون أن يتضرر منه الجيران..
لكنني في مرة وأنا أدلف إلى البيت تلكأت قليلا قبل أن افتح (باب القراش)..
انغمست في مراجعات مختلفة في الوسائط..
آثرت أن أكملها قبل الدخول الى البيت..
تعرفون كيف يكون الحال حينما تخش وفي الموبايل بقية من مراجعات :
(ما كفاك اليوم كله غايب)..
( ادينا فرقة معاك)..
(انا لو عرفت الموبايل دا ممكن يكون فيهو شنو اهم من بيتك)؟!..
وهكذا دواليك.. الخ الخ..
المهم وانا في تلك المسارعة والملاحقة لإكمال ما تبقى، نسيت المصابيح الامامية للسيارة مضاءة..
(النور شكلو ضرب) في باب البيت وانعكس الي الشقة اياها..
سمعت جلبة خلفي لم اعرها انتباهتي..
فقد كنت في سباق مع الزمن..
(خلّصت) ونزلت لافتح الباب..
فإذا بصوت جاري(النديم) ينادي:
(يا استاذ)؟!..
لطالما استوقفني..
بيننا كثير من الونسات..
ولكن علي الواقف..
(ما سمعت الجوطة دي)؟!..
هكذا بدأ الحديث..
أما أنا (انكرت ما قريت)..
في ذات (اللحظة ديك والتو) كان غبار عربة مفحطة يملأ المكان..
(طبعا عارف الزول دا )؟!
أكمل جاري النديم..
وأنكرت أنا مجدداّ..
لاحظت انتعاشته وتبينت ارتعاشة خفيفة..
(مافي ريحة)..
ثم حكي لي كيف أن (سي. الرصة) المدعو(القوني) تضايق من أضواء السيارة وأصر أن (ينزل لي)..
(يا الله يا الله اقنعتوا يتخارج بعد ما تعهدت اني حتكلم معاك)..
هكذا ختم النديم كلامه ..
تمالكت اعصابي متذكرا (الجيرة) وعلاقة الاولاد، وان الرجل (في ذمتي)، إلا أن كل ذلك لم يمنعني من القول:
(شوف يا..
انا حاخليك هسع..
تعال لي بكرة الصباح..
صحصح وتعال اعيد لي الكلام..
ومن هنا لي بكرة اسمع كلامي دا كويييس..
انا ما كنت قاصد اولع النور..
لكن من هنا ولي قدام انا كل يوم حاعمل كدة، وقااااصد)..
بالفعل واصلت لمدة أسبوع هذه الحركة البايخة..
لكنهم لم يراجعاني..
كنت اتمنى وقتها أن يحاولا!..
الكلام دا كان ايام الاعتصام وقبل الفض..
(بدااية الإجرام)..
لم اكن ضمن (الجيل الراكب راس)..
لكنه بعض مني!.

أشرف خليل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.