*عثمان محمد يوسف الحاج يرد على الدكتور محمد الرميحي ( الكويت)*
*عثمان محمد يوسف الحاج يرد على الدكتور محمد الرميحي ( الكويت)*

قال الدكتور محمد الرميحي ( الكويت ) ، رئيس التحرير السابق لمجلة العربي
واستاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت :
( لأسابيع في نهاية عام 2018 وبداية عام 2019 انشغل العالم بمتابعة أحداث السودان، وقتها كان مأمولاً أنه في طريقه للتخلص من حكم شمولي وقمعي اتخذ آيديولوجية دينية للحكم، وبفشل تنموي ضخم وعداء للعالم والجوار، ظنَّ كثيرون أن ذلك آخر معاناة السودان، وأنهم سوف يفيقون من العثرات! إلا أن الحراك السوداني استمر إلى يومنا هذا بين مد وجزر، مع توقيع عدد وافر من الاتفاقات التي تمزق قبل أن يصبح عليها النهار؛ لأن في السودان «هوية مأزومة» وستبقى؛ إذ النظام السابق خلق ثنائية عسكرية ظن أنها تحميه، فأصبح الشعب السوداني هو الضحية.
انفجر الصراع الساخن بين مكونين عسكريين في مجملهما هما نتاج النظام القديم، نظام عمر البشير ورهطه. فكرة تسليم الحكم في السودان إلى المدنيين هي فكرة غير واقعية،
المرض الذي يعاني منه السودان (سوداني بامتياز) هو فشل في إقامة الدولة الحديثة، بسبب رفض الاعتراف بالتعدد (العرقي والمناطقي والاقتصادي) رغم ما يتوفر للسودان من إمكانات اقتصادية هائلة، وهو فشل في إدارة الموارد مسؤول عنه مباشرة النخب السودانية لا غير، العسكرية والمدنية معاً.
السودان به موارد اقتصادية ضخمة ولكن
كل ذلك يقابله حكم عسكري ممزوج بآيديولوجيا فاقعة لا يصدقها إلا مريدوها.
هل هي غفلة مرضية عن آليات التحديث التي أصبحت معروفة اليوم، والتي بموجبها تتغير المجتمعات، !؟؟؟؟ وبالتالي فان أزماته، وفي جزء ليس يسيراً منها بسبب ذلك المشروع الماضوي. وقد صاحب ذلك كم من الأساطير والخرافات وُظفت في ذلك الصراع، وهي أساطير لا يقبلها عقل.
فقد لجأت النخبة السودانية لأساطير أخرى من جديد لتفسير ما يحدث اليوم من احتراب، على أنه «مؤامرة خارجية» تريد بالسودان شراً! وأن المطلوب من الجماهير السودانية الصبر والتصدي لتلك المؤامرة! ربما ذاك تجسيد حي لكون البعض يبصر الأشياء ولا يراها! .
ليست هناك خلطة سرية لإدارة المجتمعات بنجاح، فتلك الخطط معروفة ومسطرة في أكثر من جزء من عالمنا. تغيير المجتمعات إلى الأفضل ممكن، وأول الشروط الاستناد إلى مُثل عليا حياتية (وليست أسطورية)،
والتحليق في ضباب الأسطورة، أو الارتكان إلى ترويج نظرية المؤامرة أو اغتصاب السلطة بقوة المدافع.. الحلول «الأمنية» و«الشعاراتية» والصاروخية، لن تأخذ السودان إلى بر الأمان؛ بل سيظل السودان في هذه الريبة حتى يأتي من يفرق بوضوح بين إدارة الدولة الحديثة، وما تتطلبه من اليات تقدمية!!!!؟
آخر الكلام: من حِكم السودانيين: «شوكة حوت لا تخرج وولا بتفوت … انتهى تهكم الدكتور الرميحى على اهل السودان المسلم وشريعته…!!!؟
اولا نقول للدكتور الرميحى وهو من اهل الكويت الشقيق المسلم .. اننى ارد على تهكمك على حاكمية الله وشريعته على اساس انه راى لك انت ويمثل شخصك فقط ولا يمثل راى اهل الكويت ولا حكومته التى لاننكر فضلها وكرمها على السودان حتى اليوم ..
فان كنت تحاسب الانقاذ واسلاميتها فى موقفها ضد التدخل الاجنبى على تدخل العراق فى دولة الكويت واحتلالها عام 1990..فقد وضح الان جليا ان موقف الانقاذ هو الصحيح ..الانقاذ قالت يجب ان يعالج الامر داخل الكيان العربى المسلم وحده ..والا تعطى الفرصة للامريكان للتدخل فى اضعاف القوة العربية لصالح الكيان الصهيونى ..الشئ الذى حدث فعلا فى تدمير اكبر قوة عربية عسكرية عراقية كانت تقف ضد الاحتلال الاسرائيلى لفلسطين .. والنتيجة اضعاف هذه القوة العربية والابقاء على قوة ضعيفة اصبحت تحت الوصايا الامريكية سواء بالترهيب او الترغيب او بفواتير الحماية والقواعد العسكرية …وهو ما يحدث الان من تهويد وتنصير للهوية الاسلامية فى العالم العربى والخليجى بالتحديد .. الا ما رحم ربى ….
اما ان كنت تعمل لصالح العلمانية والصهيونية والماسونية العالمية ..فهذا هو شان الكثيرين من عملاء الغرب والتغريب ..!!!؟
حديثك واضح جدا انك تعارض حاكمية الله وشريعته فى بلد يمثل الاسلام فيه اكثر من تسعة وتسعون فى المائة من شعبه .. وبعبارات وكلمات مثل ..الدولة الحديثة ..والتقدمية ..والاساطير ..والماضوية.. والايدولوجية ..والدولة الدينية ..
على اساس تفهيم ان الاسلام وشريعته هو التخلف والتعلق بالخرافات واساطير الاولين ..وان الاسلام وحاكمية الله هو سبب التخلف وعدم التقدم بمخالفة العلمانية والوقوف ضد القونين الغربية الاباحية والحريات المطلقة !!؟؟؟
وليعلم الدكتور ان اهل السودان ليس كمثلكم ..شعب السودان شعب مسلم ..همه الاول هذا الدين وهويته وعقيدته وعزة وكرامة اهله…. كما قال تعالى ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق ولا اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين ..)..
برغم ان الله قد ابتلى اهل السودان المسلم فى امواله وانفسه وقد سمع من الذين اوتوا الكتاب ومن الذين اشركوا اذى كثيرا .. الا انه صبر على وعدالله له بالعزم والنصر المبين ..او الشهادة فى سبيله ..
ولذلك اسال الدكتور الرميحى من الذى يمنعكم انتم من اقامة شرع الله وقد ابتلاكم بالنعم والفضل أالكبير ؟؟!! ما الذى يمنعكم من اقامة شرعه وقد آتاكم كل ما سالتموه من خيرات ونعيم .. فلم لا تشكرونه على نعمه ليزدكم ..ام انه وقع عليكم قول الله …( ذرهم ياكلوا ويتمتعوا ويلههم الامل فسوف يعلمون ..) ام قوله ( ..والذين كفروا يتمتعون وياكلون كما تاكل الانعام والنار مثوى لهم ) ..وحتى لا تتهمنى الازدراء والافتراء على الله ..فقد قال تعالى فى امره للحاكم (..ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون ..).حيث امره ( وان احكم بينهم بما ان الله اليك ولا تتبع اهواءهم ..) وقال للمحكومين (..فلا وربك لا يومنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ..)
ولذلك كنتم كالذين كفروا بانعم الله ..وجحدوا بها ..فسوف تعلمون ولو بعد حين ….!!!؟
تحدث الدكتور عن كل اسباب قيام الحرب فى السودان ..وعزاها كلها فى حب السلطه ومخالفة العلمانية العالمية وتقدمها ..وعدم قدرة القدوات السياسية فى ادارة البلد .. والاختلاف العرقى والمناطقى والاقتصادى وعدم الاعتراف بالتعدد ..وعدم تغيير المجتمع المسلم الى افضلية العلمانية والمثلية .. قال كل ذلك ولكنه فقط اغمض عينية عن الحقيقة التى لايريد ان يعرفها الجميع ..وهى ان هذه الحرب ما قامت الا على اعتراض شعب السودان على فرض العلمانية فى الاتفاق الاطارى بابعاد الاسلام وشريعته وعلى تفكيك جيشه وابدال عقيدته بتهمة انه جيش اسلامى ..هذه هى الحقيقة التى يعرفها الدكتور ولكنه يتغافل عنها حسدا من عند نفسه وغيرة من اناس ابتلاهم الله بالباساء والضراء ..امام اناس جحدوا بانعم الله ..ودوا لو تضلون كما ضلوا…؟؟!
الدكتور لم يقل كلمة واحدة ضد الامارات وانها سبب الاذى والضرر والتدمير الذى حدث لاهل السودان المسلم من ذوى القربى ..وهو يعلم ان الامارات ومن خلفها امريكا ودول الغرب والصهيونية العالمية التى وضعت بنفسها وثيقة الاطارى العلمانية ووقفوا عليها حتى يوم الحرب ..فولكر والثلاثية ورباعية امريكا وبريطانيا والسعودية والامارات … لماذا لم يشر الدكتور الرميحى الى الدعم اللوجستى والمالى الذى تقدمه الامارات للمليشيا لتنتهك حرمات واعراض المسلمين فى السودان ..!!؟ لماذا لا يقول الدكتور وهو يعلم ان العداء للسودان للاسلام نفسه ورسوله وليس ضد الاسلاميين فى شخوصهم ونظامهم ..!!؟
فيا دكتور لا تغتر بحالكم وحال اوليائكم ..فالفضل من الله يؤتيه من يشاء من عباده .. فاتلوا قوله ..( لا يغرنك تقلب الذين كفروا فى البلاد .. متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد ..)
وليعلم الدكتور ان هم وقضية اهل السودان ليست فى الرفاهية ولعالع الدنيا ..وانما همهم لتكون كلمة الله عى العليا .. ( ..ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه ذلك الدين القيم ..) وهذا مايحى عليه اهل السودان ويعيشون او يهلكون دونه ..
ولو كانوا يريدون الحياة الدنيا بالاخرة لقبلوا بالدنية فى دينهم واتبعوا اهواء ملل الكفر واذنابهم ..كما تفعل الان بعض دول الخليج المسلمة بالابراهيمية والتهويد والصهيونية !!!!؟
فليهلك فى ذلك من هلك عن بينه وليحى من حى على بينة ..وان الله لسميع عليم ..
عثمان محمد يوسف الحاج.
