*تحقيق لمنصة “Bellingcat” و “Daily Nation” الكينية، يكشف معلومات خطيرة،،* *كينيا،، التورط في حرب السودان..* *بالصور ومقاطع الڤيديو، نيروبي نقلت أسلحة وذخائر للميليشيا..* *انتهاك للقانون الدولي، وخرق لميثاق الاتحاد الأفريقي..* *على السودان أن يشكو كينيا في الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي..* *د. راشد: الدعم الكيني مرتبط بالأبعاد الإقليمية والدولية للحرب في السودان..* تقرير: إسماعيل جبريل تيسو
*تحقيق لمنصة “Bellingcat” و “Daily Nation” الكينية، يكشف معلومات خطيرة،،*
*كينيا،، التورط في حرب السودان..*
*بالصور ومقاطع الڤيديو، نيروبي نقلت أسلحة وذخائر للميليشيا..*
*انتهاك للقانون الدولي، وخرق لميثاق الاتحاد الأفريقي..*
*على السودان أن يشكو كينيا في الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي..*
*د. راشد: الدعم الكيني مرتبط بالأبعاد الإقليمية والدولية للحرب في السودان..*
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
كشف تحقيق لمنصة Bellingcat بالشراكة مع صحيفة Daily Nation الكينية، عن تورط كينيا في نقل ذخائر وأسلحة إلى ميليشيا الدعم السريع في السودان، وأكد التحقيق المدعوم بالصور ومقاطع الفيديو والمسنود ببيانات تحليل مفتوحة المصدر، أن صناديق الذخيرة المنقولة إلى ميليشيا آل دقلو تحمل علامات وزارة الدفاع الكينية، وأن عمليات النقل جرت عبر وسطاء إقليميين، وبغطاء لوجستي واستخباراتي، وأبان التحقيق أنه وبجانب الأسلحة والذخائر الكينية، تم نقل أسلحة صينية عبر تشاد، ويطرح التحقيق تساؤلات جدية حول شبكات الإمداد الإقليمية المرتبطة بدعم هذه الميليشيا المتمردة على الجيش النظامي، كما يسلّط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه دول مثل الإمارات وكينيا وتشاد في تغذية الحرب المستمرة في السودان.
انتهاك للقانون الدولي:
ووفقاً لمراقبين فإن هذا الدعم الكيني للمتمردين في السودان، يشكل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي، وخرقاً للحياد الدبلوماسي، ويخالف في الوقت نفسه ميثاق الاتحاد الأفريقي وأهدافه الداعية إلى تعزيز الوحدة، والتضامن بين الدول الأعضاء، والدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها واستقلالها، وتحقيق التكامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وقد ضرب النظام الكيني بهذه القيم والمبادئ عرض الحائط، وتجاوز بتدخله السافر في الحرب المندلعة في السودان، حدود الانحياز السياسي إلى محاولة تأثير مباشر على موازين هذه الحرب من خلال دعم طرف مسلح مناهض للدولة، ما يعتبر انتهاكاً واضحاً للسيادة السودانية، وانحرافاً خطيراً عن الموقف التقليدي للدول الأفريقية، التي درجت على الدعوة للحلول السلمية، وليس تأجيج الصراعات، الأمر الذي يحوّل النظام الكيني إلى منصة لوجستية لتسليح الميليشيات ما يعني أن نيروبي أصبحت جزءاً فاعلاً في زعزعة أمن السودان، ومهدداً خطيراً لاستقرار القرن الإفريقي.
علاقة روتو بحميدتي:
ويرتبط الرئيس الكيني وليام روتو بعلاقات وثيقة ومصالح تجارية متبادلة مع قائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو، وذكرت تقارير صحفية عن وجود تسهيلات استثمارية حصلت عليها أطراف مقربة من حميدتي داخل كينيا، خاصة في مجالات الذهب والعقارات، هذا فضلاً عن صفقات محتملة لتوريد سلاح من أراضٍ خاضعة لنفوذ كيني، يجري تهريبها إلى الدعم السريع عبر مسارات في شرق إفريقيا، بمساعدة شركات مشبوهة تنشط في مناطق النزاع، التقارير الصحفية كشفت عن تقديم محمد حمدان دقلو دعماً مالياً مباشراً لبعض الأنشطة الانتخابية التي شارك فيها الرئيس وليام روتو، قبل توليه السلطة في أغسطس من العام 2022م، في محاولة لبناء تحالفات إقليمية تحمي مصالحه إذا اندلعت الحرب في السودان، وهو ما حدث بالفعل في الخامس عشر من أبريل 2023م، وهو أمرٌ يتطلب من الحكومة السودانية كشف تفاصيل هذه العلاقة للرأي العام، وتقديم ملف موثق إلى الاتحاد الإفريقي ومنظمة الإيقاد.
أبعاد إقليمية ودولية:
ويرى دكتور راشد محمد علي الشيخ أستاذ العلاقات الدولية بالجامعات السودانية أن دعم كينيا بالأسلحة والذخائر لميليشيا الدعم السريع يتعلق بالأبعاد الإقليمية والدولية للحرب في السودان، وقال في إفادته للكرامة إن قضية الحرب في السودان تتمحور في ثلاثة مستويات، يشمل المستوى الأول الصراع الاستراتيجي، والمستوى الثاني الصراع السياسي، فيما يتعلق المستوى الثالث بالمعارك العسكرية بين القوات المسلحة التي تمثل رمزية الدولة السودانية، وتمثل الشعب السوداني، وبين الميليشيا المتمردة التي تمثل أطماعاً خارجية، وتلعب دور المخلب الذي يُستخدَم لضرب وتفكيك الدولة من الداخل، معتبراً ما يجري في السودان مشاركة إقليمية وشراكة فعلية في مسار المستوى الثاني متعلقة بالتعاملات السياسية المرتبطة بالإمداد العسكري للميليشيا، في وقت تتطور فيه حكومات دول مثل كينيا، وتشاد، وأفريقيا الوسطى في الصراع داخل السودان بدعمها لميليشيا الدع السريع بالأسلحة والذخائر، وفتح مطاراتها وموانئها لتمرير الأسلحة والمعدات الحربية، ونقل المرتزقة، من أجل أن تحقق الميليشيا تقدماً ميدانياً، وتستخدمها لاحقاً في فضاءات وأجندات التفاوض وصولاً إلى أغراضها السياسية، وهو أمر يرفع من وتيرة الصراع الاستراتيجي في المنطقة، لارتباطه بمجموعة من الأهداف الافتراضية التي يجب أن تنجزها الحرب داخل الدولة، وختم دكتور راشد محمد علي الشيخ إفادته للكرامة إن الغرض من كل هذه الخطوات هو إضعاف الدولة، وإضعاف مؤسساتها، وجعلها في حالة فقر وصراع داخلي إلى أن يتم تحقيق الأجندة الخارجية عبر الصراع الاستراتيجي وعبر الصراع السياسي الذي ينعكس على شكل وتشكيلات المعارك الداخلية.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر يبقى التدخل الكيني في فضاءات الحرب السودانية بدعم ميليشيا الدعم السريع خرقاً للأعراف الدولية وخطراً حقيقياً على مستقبل السلام في السودان والمنطقة، الأمر الذي يستوجب رد فعل حازم من الحكومة لإيقاف هذا العبث، وإعادة الاعتبار للسيادة والشرعية السودانية، وذلك من خلال التحرك الفوري بتقديم شكوى رسمية إلى الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد، وتوثيق الدعم الكيني بالدليل لتقديمه إلى مجلس الأمن الدولي والعمل على بناء تحالف دبلوماسي أفريقي يرفض عسكرة الخلافات الإقليمية، ويستهجن المساس بالشؤون الداخلية للدول الأفريقية.