كتب الجيلي محجوب *حين يضيق المضيق : هل تجرؤ إيران على إشعال النار في عنق الزجاجة ؟*
كتب الجيلي محجوب
*حين يضيق المضيق : هل تجرؤ إيران على إشعال النار في عنق الزجاجة ؟*
في ذلك الممر المائي الضيّق الذي لا يتجاوز عرضه الخمسين كيلو مترًا تختنق الجغرافيا بالتاريخ وتشتبك الجغرافيا بالسياسة ويتدلّى الأمن العالمي على حبلٍ مشدود بين ضفتي الخليج ،، إنه مضيق هرمز عنق الزجاجة الذي تمرُّ منه شرايين الطاقة إلى قلب العالم ،، وفي لحظة تهديد تلوّح طهران بإغلاقه كمن يشهر خنجرًا على رقبة الاقتصاد الدولي .
ليست هذه المرّة الأولى التي تتأرجح فيها نُذر الحرب فوق مياه الخليج لكنّ السؤال الذي يطارد العواصم من واشنطن إلى بكين : هل تجرؤ إيران على تنفيذ تهديدها؟
لو أقدمت إيران على إغلاق المضيق ولو لساعة فإن أسواق النفط ستنتفض كما لم تفعل من قبل فأكثر من ثلث تجارة النفط العالمية تمر من هناك وكلّ ناقلة تُحتجز أو تُعطل هي نبضة تُنتزع من قلب الاقتصاد العالمي .
سترتفع الأسعار و ترتعد البورصات وتختنق المصانع البعيدة في طوكيو وبرلين .
لكن المسألة لا تنتهي عند حدود البرميل والدولار فالإغلاق -إن وقع- لن يُقرأ إلا كإعلان حرب وستُفكُّ أصفاد الردع و أساطيل البحر التي ترسو على مقربة ستتحرك لا حبًا بالنفط بل اقتناصاً للفرصة بحجة ان منطق العالم لا يقبل أن يُخنق طريقه البحري بقرار منفرد ،،
و ستعود قواعد النار لا قواعد القانون لتفرض منطقها في الخليج من جديد .
أما طهران فتعرف تمامًا أن النار التي قد تشعلها في المضيق قد تلتهم أطراف ثوبها قبل أن تمتد للغير و الاقتصاد الإيراني الذي يتنفس بصعوبة قد يختنق تحت وطأة العقوبات الجديدة وقد تنهار داخله أصوات الاحتجاج من الفقر والجوع قبل أن تُسمع أصداء التهديد في العواصم البعيدة .
ومع ذلك تبقى الورقة بيد إيران لتُشهرها كورقة ضغط ،، فالمضيق وإن كان ممرًا مائيًا إلا أنه أصبح في قلب لعبة سياسية تتجاوز مياهه الضيقة إلى الفضاءات المفتوحة للصراع الإقليمي والدولي .
إن إغلاق مضيق هرمز ليس قرارًا عسكريًا فحسب بل هو مقامرة بمصير أمة ومفتاح لكارثة قد لا تملك إيران مفاتيح نهايتها .
وربما تدرك القيادة الإيرانية أن “التهديد بالإغلاق” أكثر نفعًا من الإغلاق ذاته وأن نار التهديد تُدفئ المفاوضات بينما نار الفعل تحرق كل شيء .
واذا اشتعلت الحرب فمن سيقف مع ايران ؟؟
بوتن قال بوضوح انه ليس له اتفاق دفاع مشترك مع ايران وهو اعتذار واضح لايران بانه لن يفعل شيئاً ،،
و امس اردوغان تكلم كلاماً ممتازاً عن ضرورة وجود قوه اسلاميه ،، لكن يبقى مجرد كلام ،، و الصبي الكوري غير موجوع على ايران ،،
اوروبا مع اسرائيل ،،
والأعراب ينتظرون تدمير ايران بفارغ الصبر ؟؟
فمن بقي لايران ؟؟
وفي النهاية يبقى السؤال معلقًا فوق الماء :
من الذي يجرؤ على إشعال الحرب في زجاجة النفط؟