*أم صميمه… حين ارتفعت أرواح النخبة لتُوقظ ضمير الوطن* د/أميرة كمال مصطفى ️
*أم صميمه… حين ارتفعت أرواح النخبة لتُوقظ ضمير الوطن*
د/أميرة كمال مصطفى ️

في أم صميمه، صعدت اروح الشهداء الى السماء وهى أكثر صفاءً، وكانت أرواح طاهرة تعرج إلى ربها، تحمل بين ضلوعها آخر ما تبقى من الوفاء لهذا الوطن. هناك، في إحدى ضواحي الفاشر، اختار الله من عباده صفوة الشهداء… رجال لواء النخبة، وأبطال الجيش السوداني، وإسناد القوات المشتركة، وفصائل البراء بن مالك، ليكونوا في عليين.
ما حدث في أم صميمه صرخة في وجه التاريخ، تقول إنّ للأرض رجالاً إن ناداهم النداء، لبّوا غير هيّابين، وإنّ للسودان من أبنائه من يدفعون أثمان السيادة غالياً… من دمائهم، من أرواحهم، من مستقبلهم الذي أهدوه للوطن دون قيد أو شرط.
إنها ليست معركة خاسرة، بل انتصار أخلاقي وإنساني، لأن الشهادة هي ذروة الوطنية، والتضحية هي أعلى مراتب الإيمان بالوطن والدين. وهؤلاء الشهداء، لم يسقطوا، بل نهضوا بنا، أعادونا إلى وعينا، ذكّرونا أن السودان لا يُستعاد بخطب المنصات، بل بدماء تُراق على ثراه.
أم صميمه اليوم، استشهد فيها الأبطال من هيئة العمليات ولواء النخبه المختار بعناية ليكونوا نخبة الشهداء الابرار ، ولذلك هى أيقونة للتاريخ، ومرآة نرى فيها شجاعة الرجال، ونذالة المتخاذلين. صمت العالم، وتقدمت النخبة، ليقولوا لنا دون كلام: “نحن سدّ الدفاع الأخير، فإن سقطنا فعيب على من بعدنا أن يتراجع خطوة”.
فيا ساسة السودان… أنصتوا لصوت التراب المجبول بدم الشهداء، فالثأر هنا لا يُطلب بالحقد، بل يُطلب بالعدل، ويُسترد بالحق، ويُصان بالحكمة. كونوا على قدر الدماء التي سالت من أجل راية السودان.
شهداء أم صميمه، رفعوا راية الوطن في زمن الخذلان، وسقوا أرضه بأغلى ما يملكون. فمن لا يعرف كيف يرد الجميل، فلا حق له في أن يتحدث باسم الوطن.
حفظكم الله ورعاكم
