ويبقى الود *في الأبيض رأت المليشيا الصمود رأي العين* دكتور عمر كابو

ويبقى الود

 

*في الأبيض رأت المليشيا الصمود رأي العين*

 

دكتور عمر كابو

** لقنت قواتنا المسلحة أمس الأول المليشيا المتمردة درسًا جديدًا في الصمود والبسالة والالتحام..

** فعلت فيها كل فنون القتال من تكتيك والتفاف وخداع يصدق فيه معنى ((الحرب خدعة)) وثبات هو تأكيد للقول الأثير ((انما الحرب صبر ساعة))٠٠

** فلأول مرة تكتشف مليشيا الجنجويد كليلة المسعى أن حشد الآليات والاستجارة بالأجنبي أهون وأضعف بكثير من الصمود أمام غيرة ورجولة الجندي السوداني..

** تلك الحقيقة الكبرى التي غابت على عقلية آل دقلو يوم صورت لها هوانات قحط ((الله يكرم السامعين)) أن اجتياح الخرطوم لا يكلفها أكثر من ربع الساعة..

** ما جعل الهالك التعيس البائس محمد حمدان دقلو يخترق حجب ساعة الصفر بربع ساعة وهو يقول لهم أمام بوابة القصر (( نتحرك ربع ساعة الباقية دي كتيرة زاتو مافي داعي ننتظرها))٠٠

** ليجد نفسه بعد أقل من نصف ساعة في وضع حرج ممزق الأطراف والصدر والعين.. تسيل الدماء من نواحيه..

** كان ذلك سببًا كافيًا في أن يهلك في أبشع صور الموت ميتة حملت كل صور الضعة والخسة والحسرة والندامة..

** ذاك في الدنيا وينتظره عذاب أليم ومصير أسود يوم القيامة بإذن الله حين يسأل عن كل جرائم الإباحة ضد الإنسانية وأولها دماء الشهداء والجرحى والأسرى المعتقلين..

** جمعت المليشيا المتمردة أكثر من ١٥٠ سيارة دفع رباعي مددًا جديدًا من دويلة الشر للهجوم الغادر على حمرة الشيخ والأبيض فإذا بها بعد أقل من ساعتين تتوزع ما بين معرد هارب وقتيل حسير وجريح مضرج في دمائه وأسير في أبشع خذلان..

** الأبيض نموذج نادر لا تقل صلابة عن الفاشر لأن إنسانها نادر خلق من طينة الكبرياء يتنفس العزة ويتغذى على مائدة قوامها التفاني في الدفاع عن الشرف والنخوة والمروءة..

** ويحرسها قرآن الفجر وسر الدعاء والقنوت والاستغفار وصدق سوار الذهب ومديح البرعي أو ليست هي عاصمة ولاية أندى الأصوات التي أسهمت في نشر القرآن الكريم ؟؟؟!!!

** كيف تسقط عاصمة ولاية جعلت القرآن الكريم ثقافة مشاعة وسط الشباب يتغنون به ويترنمون على إيقاعه ؟؟؟!!!

** عاصمة ولاية أخرجت أفضل ما عندها من خير للبرية تلك الأصوات الندية الشيخ حسين والشيخ صالح والشيخ الزين والشيخ الدكتور أبوذر التيجاني والشيخ شوقار والشيخ بهجة الدارين والشيخ نورين وغيرهم وغيرهم كثر من أهل القرآن الذين لهم سهم مقدر ونصيب أوفى في بسط القرآن الكريم للكافة..

** كيف تسقط الأبيض وفيها سلاح الهجانة أشجع الفرسان وأقوى الجواسر وأصلب الكواسر ؟؟!!

** كيف تسقط الأبيض وواليها مولانا أحمد هارون أول من طرد مليشيا الجنجويد خارج سلطان ولايته لمجرد تجاوزهم حدود اللياقة والأدب مع مواطنيه؟؟!!

** لن تسقط الأبيض ولا الفاشر باذن الله وفيها رجال صدق في الحرب صبر عند اللقاء شأنها شأن الفاشر..

** وإن سقطت لا قدر الله فستتحول مقبرة للغزاة فقط لأن فيها أثرًا من بركة لن تضام وعزة لا تعرف الخنوع..

** كلمة حق يجب أن تقال في حق شباب المقاومة وكتائب البراء الذين ظاهروا قواتنا الباسلة الظافرة وأكدوا أنهم على قدم المساواة مع أعظم الأبطال لحظة البأس ((يوم النار تحمى واللسان يبقى دقيق))٠٠

** وأفرد التحية الخالصة لأبطال جهاز المخابرات العامة والاستخبارات الذين وفروا المعلومات التفصيلية الدقيقة فكان الرصد والمتابعة اللصيقة لتحركات هؤلاء الأوباش مما عجل بهزيمتهم..

** دواعي وسرية التكتيك تحول دون سرد ما تم في مسرح المعركة.. فحسب القارئ الكريم أن يفخر بأن في السودان رجال لن يؤتى الوطن وفي وجوههم عين تطرف..

** فلنفخر بوطن فيه الأبيض ((صرة)) الجسارة والملاحم والبطولة مدينة فطرت قلوب أهل السودان على عشقها ومحبة أهلها الكرام الطيبين..

** قطعًا لنا عودة لنحكي عن غنائم تلك المعركة الاستثنائية بلسان حال يردد ((أبقوا الصمود ما تبقوا زيف)) تلك كلمة العملاق الفنان الحوت ابن تلك المدينة فمن لنا بمثله بعد أن رحل جسدًا وبقى فينا وحيًا من ذكرى عطرة تؤكد أصالة تلك المدينة غاية الوسامة والجلال والابهار..