منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*لن تُسكتوا الحقيقة… الخرطوم كما رأيتها”* كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي

0

*لن تُسكتوا الحقيقة… الخرطوم كما رأيتها”*

 

كوداويات

✍️ محمد بلال كوداوي

 

إلى من يصف مقالي عن الخرطوم بالمحبط وكأنه لا يشجع على العودة:
اعلم أن الحقائق لا تُقاس بمدى إرضائها لمزاجك أو انسجامها مع تجربتك الشخصية.

أولًا: تجربتك لا تُلغي تجربتي.
أن تمر أنت عبر الارتكازات دون إساءة فهذا جميل لكن هل هذا يمحو ما تعرّض له المئات من سوء معاملة؟ شهادتك ليست صك براءة لأحد ولا هي دليل على أن الآخرين يختلقون المعاناة.

ثانيًا: لا أفتعل الأزمات لأثبت وجودي.
أنا لا أبيع الوهم ولا أبحث عن الأضواء ما كتبته كان وجعًا حقيقيًا من قلب محترق لا دعاية ولا تمثيل.

ثالثًا: الفرق بيننا أنني أنقل المعاناة وأنت تنكرها.
لم أعمّم ولم أتهم الكل بل قلت بوضوح: “البعض محترم جداً والبعض يسيء والبعض الآخر يتلذذ بالإذلال”.
ًإن اخترت أنت أن ترى الخرطوم من نافذة وردية فاحتفظ بذلك لنفسك لكن لا تصادر حقي في أن أروي ما رأيته بعيني.

خسارتي لم تكن مادية فقط — رغم أن قيمتها تجاوزت مليوني دولار وسُرقت من بيتي ثلاث سيارات — بل كانت في الدمار النفسي الذي أصاب أسرتي وفي نظرة ابني وهو يرى الخراب المقصود، لا الغنيمة العشوائية.

هل المطلوب أن نكذب على الناس ونقول “كل شيء تمام” حتى يكتشفوا الحقيقة متأخرين؟
هل التشجيع على العودة يكون بالكذب والتلميع؟

نحن لسنا أبواقًا نحن شهود على واقع يجب أن يُكشف لا أن يُجمّل.
من أراد أن يعود فليعد وهو على بيّنة ومن لم يرد فذلك قراره.
أما أنا فلن أدفن رأسي في الرمال ولن ألوّن الواقع لترضى أنت أو غيرك.

الحقيقة لن تُسكت والخرطوم لن تتجمّل بالكلمات.
وإن اخترت الصمت أمام الخطأ فأنت لا تلتزم الحياد… أنت تمنح الغطاء لمرتكبيه وتشترك معهم في جريمة قتل الحقيقة

هل الحل أن نزيّن الواقع بالكلمات حتى نصدم الناس لاحقًا بالحقيقة؟

نحن مرآة للواقع.
الناس أحرار في قراراتهم، لكن تضليلهم جريمة.

أخي الكريم، ما كتبته لم يكن للمناكفة ولا للتقليل من وجع أحد بل لنعترف بالألم ونواجهه.
إن كنت ترى الصمت فضيلة فأنا أرى أن الكلمة الصادقة هي أول الطريق نحو الإصلاح.

*دعونا نتألم بكرامة… نحن لا نريد تصفيقًا بل اعترافًا بأن الألم موجود.*
*فهل هذا كثير*

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.