منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

جعفر قنديل يكتب *حكومة “مهله”*

0

جعفر قنديل يكتب

 

*حكومة “مهله”*

———–
نحكي اليوم عن أمرأة تسمى “مهله”.. تلكم الوادعة البشوشة تعرفت عليها جارة مؤجرة في إحدى أحياء الخرطوم.. متزوجة من مواطن بسيط قادم من شمال الوادي..
“مهله” من حراير الجزيرة الخضراء أم لخمسة أطفال وهي في عز الشباب كانت .. وبرغم صغر سنها كانت هي تسعى في أمر بيتها بخبرة مكتسبه من خلال أسرة بازخة في الترتيب والتدبير وظهر ذلك في منزلها وحركة أطفالها في الشارع والحي.. ولها زوج رجل بسيط طيب المعشر قليل الكلام..
كل يوم يأتي صباحه بشروق الشمس في الحركة المعتادة بأصوات الحياة وهي تسهم في تلك الأصوات عندما تلقى السلام على نساء الحي من الجيران والعابرين في الشارع وصاحب الدكان وبايع الخضار واللبن.. وعندما تسمع صوتها وهي تسير بين الناس في شوارع الحي منذ الإشراق تشعر وأنت في حوش بيتك أن يوم جديد قد ارتسم وتسللت أنواره بكل الخير والأمل ..
يوم تشبع بالأمل من هذه “المهله” وبكل تفاؤل بين أمهاتنا واخواتنا تكون كلمتها وهى متبسمة المحيى في كرم بشعور مخلص السؤال عن الحال في صفاء للقلب والروح الجميلة الصادقة دون تمييز بين الصغار والكبار..

بعد أن جاءت الحرب اللعينه علمت من ناس الحي سأل عن حالهم.. وبعد ضيق الحال بأهل الحي من النهب والسرقة والقتل في الشهور الأولى … قررت “مهله” الذهاب إلى أهلها وبطلب منهم الي قريتها في الجزيرة.. ما لبست هنالك شهور معدودة حتى رجعت إلى بينها في موعد مع قدر الله..
تجمع زوجها وابناءها حولها في وجبة الغداء البسيطة عند مغيب الشمس والذي عنده ينتهي اليوم..
ثم تأتي رصاصة الغدر وتدخل في جسدها وتستقر في احشائها وهي تحلق حول صغارها تفتديهم بنفسها.. هنا تسارعت كلمات الجيران..
هيا نسرع بحملها إلى المستشفى ثم في تلكم الأيام وفي وجود من يقتل هل هنالك من يقدم العلاج المطلوب وكيف يكون شكل العلاج..
ولكنها “مهله” رحلت مع إهمال وعدم العلاج في مواكب الشهداء بإذن الله تحمل كل اسماء من ظلموا وقتلوا أهلها من قبلها وبعدها .. مرورا بالمسعودية والتكينة والسريحة وقرى الحصاحيصا والمعليق وودالنورة ورفاعة وفي جميع قرى الجزيرة.. ثم ترحل هى من الخرطوم إلى جنات النعيم …

ثم نرى الآن من يريد أن “ياسس” و “يحكم” ولا يترحم ولا يرجع ويستنكر و لا يدين ولا يشجب و لا يعتذر ولا يرى عيب أن كان سيأتي بمحكومين من دول أخرى يحكمهم أوشركات تكون هى أساس في الاستثمار المالي والبشري من دول الجوار.. ولكنه نسى أن الله موجود وهو خير الشاهدين وان هذا الوطن اسمه السودان وله تاريخ مليء بالغداء والتضحيات..
وهنا سجل التاريخ ووصل الخبر إلى كل وكالة الأنباء حول العالم عن حال أهل السودان من الفاشر وصمود أهلها أمام كل محاولات الخروج بها إلى مخطط التقسيم.. وبعد ذلك يأتي اعتذار من دولة في أمريكا الجنوبية إلى الشعب السوداني اولا ثم إلى حكومته التي تسعى في حال المواطن رغم الحرب المعلنة عليها..
ونشهد هنا وجود عدد من دول الجوار في المكون الافريقي الكبير المتمثل في الاتحاد الأفريقي ونحن دولة مؤسسة له..
سعت تلك الدول إلى عدم إثبات المواقف والاستنكار لحق المواطن السوداني وعودة العضوية التي يتشرف بها الاتحاد أولا قبل السودان..
وكل ذلك يسجله التاريخ عمل في غير صالح الإنسان السوداني اولا ثم حكومته..
وبرغم كل هذا الشر والكيد الكبير وأول المستهدف هو المواطن السوداني إلا أن من كان الله معه لا يحزن ولا يخاف فأن صاحب الأمر معروف والقدر جله يأتي لنا ونؤمن به في الخير والشر ونحن نشكره ونحمده عليه..

وان جمع الناس لنا من شر لكي نخافهم والله قسما لا يزيدنا إلا إيمانا وتوكل على الله.. ومن يملك لنا ضر او نفع غيره والحمدلله..
ثم تأتي قوتنا من جمع صفنا حول قواتنا المسلحة وعلى كلمة حق وهى الدفاع عن أنفسنا وارضنا وشرفنا وفي سبيل الله يكون تكبيرنا على الظالمين.
نعيش صورة من الضيق والهم الكبير ولكن من هنا نعلم “أن بعد العسر يسرا” تولد الأوطان من جديد برؤية صاحب الهم وهو “المواطن” كبير الهمة في إنجاز مستقبل باهر يبنى بإذن الله بسواعد أبناءه ودماءهم الشريفة التي مضت من أجل الوطن.
قصتنا يا شباب هى ومن وعلى “مهله” كان النموذج لبنت البلد وهى” المرأة” التي أن أعددنها أعددنا شعبا طيب الاعراق..

نسأل الله لكل شهداء الوطن الرحمة والمغفرة وجنات النعيم مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.. اللهم آمين

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.