منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*الذكاء الاصطناعي وصناعة التقارير الكاذبة بتوظيف..الديكودراما * محمد فتح الرحمن بشير خبير تقنيات الصورة و التصميم 

0

*الذكاء الاصطناعي وصناعة التقارير الكاذبة بتوظيف..الديكودراما *

 

محمد فتح الرحمن بشير

خبير تقنيات الصورة و التصميم

محمد فتح الرحمن بشير

 

لقد شهدنا في السنوات الأخيرة صعودًا مذهلاً وتطورا لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات الإعلام وصناعة المحتوى. هذه التقنيات لم تقتصر على المونتاج أو تحسين الصورة فقط ، بل امتدت إلى إنتاج نصوص، أصوات، بل وحتى مقاطع فيديو واقعية يصعب التمييز بينها وبين الحقيقة. و في وسط هذا التطور، برز توظيف الديكودراما بالذكاء الاصطناعي .. (Docudrama) – التي تمزج بين التوثيق والدراما – كساحة خصبة لتجارب جديدة، لكنها في نفس الوقت تحمل مخاطر جسيمة ، خصوصًا حين تُستخدم لإنتاج تقارير كاذبة قد تُضلّل الجمهور.

يمكن للذكاء الاصطناعي توليد مشاهد وشخصيات افتراضية تُحاكي الواقع بدقة عالية، مما يسهل تلفيق أحداث لم تحدث أصلًا.

عبر تقنيات التزييف العميق (Deepfake) مثلا ، يُعاد تشكيل وجوه وأصوات شخصيات عامة ، لتبدو وكأنها أدلت بتصريحات أو شاركت في أحداث غير حقيقية .

أدوات التحرير الآلي قادرة على صياغة تقارير كاملة بلغة صحفية متماسكة، تضفي مصداقية شكلية على محتوى زائف.

فتأتي التأثيرات السلبية التي من ضمنها الاتي
1. تشويه الوعي المجتمعي .. حين يتلقى الجمهور تقريرًا ديكودراميًا يوظفه الذكاء الاصطناعي ، قد تختلط الحقيقة بالخيال، ويصعب تكوين موقف موضوعي.

2. تآكل الثقة في الإعلام.. فتكرار هذه الممارسات يُضعف ثقة المتلقي في أي محتوى مرئي أو مسموع.

3. مخاطر سياسية واجتماعية قد تُستعمل التقارير الكاذبة لإشعال الفتن، أو تضليل الرأي العام أثناء أزمات حساسة.

واما من ناحية البعد الأخلاقي والعلمي
يفرض ذلك سؤالاً محوريًا: من يتحمل مسؤولية الكذب حين يكون المنتج آلة وليس إنسانًا فقط؟

علميًا ، يحتاج الباحثون إلى تطوير خوارزميات كشف التزييف بالتوازي مع انتشار أدوات التزييف.

و تربويًا ، لا بد من تعزيز ثقافة التفكير النقدي لدى الجمهور، بحيث يتعلم التحقق من المصادر بدل الاكتفاء بالمشاهدة السطحية.
فحسب درايتنا لهذا المجال نحتاج لحلول وتوصيات .. منها ..

لا بد من وضع قوانين تُجرّم إنتاج أو نشر تقارير مزيفة بالذكاء الاصطناعي.

تدريب وتطوير الكوادر الاعلامية لكشف التزييف و الاستثمار في أدوات علمية تكشف المواد المصطنعة بدقة عالية.

وهنا يأتي دور الاعلام و المؤسسات الإعلامية على تبني مدونات تعضد السلوك السوي حول استخدام الذكاء الاصطناعي.

ولابد من توعية المشاهد بأن الديكودراما ليست دائمًا مرآة للحقيقة، بل قد تكون إعادة بناء درامي مشحون بالخيال.

الذكاء الاصطناعي، سلاح ذو حدين، يمكن أن يكون قوة خلاقة في تطوير الفنون البصرية، لكنه قد يتحول إلى أداة خطرة غير قادر على حماية الحقيقة وصون وعي المجتمع من التضليل…

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.