منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*غسل الخرطوم من دنس الحرب.. مطرٌ يتنزّل من رحمة الله* كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي

0

*غسل الخرطوم من دنس الحرب.. مطرٌ يتنزّل من رحمة الله*

 

كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي

 

لثلاثة أشهر متواصلة لم تنقطع الأمطار عن الخرطوم وكأن السماء قد فُتِحت أبوابها تسكب ماءً طهورًا يغسل العاصمة من كل ما علق بها من رجس الحرب وأوساخ الخيانة.

وحتى لحظة كتابة هذه السطور ما زال المطر يهطل بغزارة كأنه لا يكتفي بتطهير الأرض بل يسعى لأن يُطهّر القلوب وينبت الأمل في النفوس.

هذه الأمطار ليست مجرد ظاهرة موسمية بل هي آية من آيات الله في هذا البلد المكلوم وكأنها تُخبرنا أن الخرطوم التي دنّسها الدعم السريع ومن أعانهم لن تبقى أسيرة الدماء والدمار بل سيغسلها الله بماء السماء، كما قال تعالى:
﴿*وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ*﴾
[الأنفال: 11]

فكل قطرة نزلت على سقف بيت وكل وادٍ سال بماء المطر هو شاهدٌ على أن الخرطوم ستعود وأنها ستنهض من تحت الركام كما تنهض الأرض الميتة بعد نزول الغيث مصداقًا لقوله سبحانه:
﴿*وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ﴾*
[الشورى: 28]

لقد حاولت عصابات البغي أن تغرق الخرطوم في الدماء وتزرع الخوف في قلوب أهلها، لكن الله أراد أن يغسل هذه المدينة بماءٍ طهور يزيل عنها دنس الخيانة ويُبقي أثر العزيمة في وجوه أهلها.

ومع استمرار المطر تتبدد رائحة الموت شيئًا فشيئًا لتحل محلها رائحة المطر والحياة، وكأن الأرض تقول: “لن تبقى هذه المدينة رهينة الخراب فكما يغسل المطر كل دنس سيغسل التاريخ ذكر الخائنين ولن يبقى إلا النقاء.”

اللهم اجعل هذا المطر بردًا وسلامًا على الخرطوم وأهلها واغسل به قلوبهم من الحزن وأرضهم من الدماء وديارهم من الدمار وأقدام الظالمين من عروشهم كما يُغسل الثوب الأبيض من الدنس.

وإن كان المطر اليوم يغسل الشوارع والساحات فإن الأمل الذي يتجدد في قلوب أهل الخرطوم ومعه الصبر والثبات هو المطر الذي سيغسل حاضر السودان ومستقبله حتى تعود هذه الأرض طاهرة نقية كما أراد الله لها أن تكون.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.