منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*تجار الحرب.. سماسرة الدم والدموع* كوداويات ✍ محمد بلال كوداوي

0

*تجار الحرب.. سماسرة الدم والدموع*

 

كوداويات ✍ محمد بلال كوداوي

 

في زمن الحرب تتكشف المعادن الحقيقية للناس.
منهم من يثبت على المروءة والصدق فيكون بلسمًا للجرح وملاذًا للمحتاج .

ومنهم – والعياذ بالله – من يتحول إلى ذئب جائع لا يرى في المأساة إلا فرصة لملء جيوبه ولو على حساب دماء الأبرياء وجوع الأطفال.

اليوم في أزقة الخرطوم وأسواق المدن الأخرى والقرى رأينا تجار الأزمات يخرجون من جحورهم كما تخرج الحيات من أوكارها بعد المطر.
رأينا سماسرة يتعاملون مع الحرب وكأنها موسم ربح استثنائي يكدسون البضائع ويرفعون الأسعار ويبيعون الوهم للناس باسم “الظروف”بينما قلوبهم ميتة لا تعرف رحمة ولا تخشى الله .

*التدليس.. تجارة محرمة وقلوب مظلمة*
التدليس ليس مجرد كذب في البيع والشراء.
التدليس جريمة أخلاقية ودينية، لأنه يخدع المشتري ويأكل أموال الناس بالباطل .

قال رسول الله ﷺ:
“من غشنا فليس منا.”

لكن ماذا نقول لمن يغش وهو يعلم أن ما يفعله قد يحرم مريضًا من دواءه أو أسرة من قوت يومها؟

ماذا نقول لمن يبيع كيس الدقيق بعشرة أضعاف ثمنه ويخفي السلع حتى يضاعف سعرها في السوق بينما الأرامل والأيتام يمدون أيديهم فلا يجدون شيئًا؟

هؤلاء لم يكتفوا بسرقة المال بل سرقوا الرحمة من قلوبهم فصاروا كالأحجار الصماء لا يتأثرون بصراخ الأطفال ولا بدموع الأمهات

قد يقول قائل: “هذه التصرفات موجودة حتى قبل الحرب!”
نعم، لكنها اليوم أشد قبحًا وأعظم إثمًا، لأن الحرب جعلت حاجة الناس أشد وجعلت أثر الغش أخطر وأوسع.

• قبل الحرب كان التدليس جريمة على مستوى الفرد.
• أما الآن فهو خيانة للوطن بأكمله لأن من يحتكر الطعام في زمن المجاعة كمن يطلق الرصاص على الجياع.

هذه الحرب لم تصنع التجار الفاسدين لكنها فضحتهم.
كشفت للناس من كان يتستر خلف ستار التدين أو الوجاهة الاجتماعية فإذا به في ساعة العسرة يبيع وطنه وشرفه لأجل حفنة من المال.

لن يتغير حال هؤلاء السماسرة والتجار بالوعظ وحده.
بل لا بد من:
1. مقاطعتهم: لا نشتري منهم ولا نتعامل معهم ولو اضطررنا أن نصبر على قلة ما نملك.
2. الفضح العلني فنُظهر أسمائهم وأفعالهم للناس حتى يحذرهم الجميع.
3. المحاسبة بعد الحرب فيجب أن تكون هناك قوانين صارمة لمحاكمة كل من أثرى على حساب معاناة الشعب.

الحرب ستنتهي وستعود الحياة يومًا إلى مجراها
لكن اللعنة التي ستبقى في ذاكرة الناس هي لعنة كل تاجر غشاش وسماسرة الأزمات.

أما الشرفاء الذين صبروا وباعوا بالسعر العادل ووقفوا مع إخوانهم فسيذكرهم الناس بالخير وسيجعل الله تجارتهم بركة في الدنيا وذخرًا في الآخرة.

“*اللهم طهر أسواقنا من الغش والاحتكار واغنِ فقراءنا واحفظ السودان وأهله من شر السماسرة والطامعين والمتاجرين بالمآسي*

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.