همسة وطنية د. طارق عشيري *ما أبشع صور الموت*
همسة وطنية
د. طارق عشيري
*ما أبشع صور الموت*

لم استطيع مشاهدة عديد الفديوهات في مختلف القروبات ووسائل التواصل الاخري لان بشاعت المشاهده التي تظل محفور في الذاكرة والموت بهذه الطريقه الا انسانية ادخلت الرعب الي القلوب واصاب الحزن الجميع
وما أبشع صور الموت حين لا يكون نهاية طبيعية لعمرٍ مكتمل، بل فاجعة تمزق الأرواح وتترك خلفها ألف وجعٍ لا يُنسى.
الموت في ذاته حق، لكنه حين يجيء غدرًا، وحين يخطف المعتدي بلا رحمة، يتحول إلى جرحٍ لا يندمل ووجعٍ يسكن القلوب.
أبشع صور الموت ليست تلك التي يُوارى فيها الجسد الثرى، بل حين تموت الإنسانية فينا ونحن أحياء.
حين نصبح عاجزين عن البكاء أمام كثرة المآسي، وحين نعتاد مشاهد الدم، فيغدو القتل خبرًا عابرًا لا يُحرك فينا شيئًا.
أبشع صور الموت حين تُزهق الأرواح في الحروب، وحين تُدمر المدن وتُدفن تحت الركام أحلام الطفولة وذكريات الأمان.
حين تموت الأم وهي تضم طفلها خوفًا، وحين يرحل الأب وهو يحاول أن يحمي بيته من نار لا ترحم.
وما أبشع من ذلك، أن يموت الوطن في قلوبنا، أن نفقد الإحساس بانتمائنا إليه، وأن نصبح غرباء في أرضٍ كنا نحيا لأجلها.
لكن رغم كل هذا، يبقى فينا بريقُ أملٍ صغير، يذكّرنا أن الحياة أقوى من الموت، وأن النهايات القاسية ليست سوى بداية جديدة لنهضةٍ قادمة.
في السودان، تجلّت أبشع صور الموت في وجوه النازحين والمواطنين والجنود والمجاهدين و الأبرياء والعزل والمرضى الذين لاذنب لهم ، وفي صرخات الأمهات ووجع المدن المدمّرة.
ماتت الأرواح لا لأنهم اختاروا الموت، بل لأن الحرب سرقت منهم حقّ الحياة.
كل بيتٍ فقد عزيزًا، وكل شارعٍ عرف لون الدم، وكل قريةٍ صار صمتها نواحًا مكتومًا على وطنٍ يتألم.
ومع ذلك، ما زال في عيون السودانيين بريقٌ لا يُطفأ، وعزيمةٌ لا تُكسر، كأنهم يقولون للعالم: “سنحيا رغم الموت، وسنبني رغم الخراب.”
ورغم قسوة الموت وصوره البشعة التي أنهكت القلوب، يبقى الأمل فينا حيًّا لا يموت. فكل دمعة سالت ستنبت يومًا زهرة حياة، وكل روحٍ رحلت ستظل تنادي بالعدل والحرية.
السودان، وإن جُرح اليوم، سيعود يومًا نابضًا بالحياة، ينهض من بين الركام كما ينهض الفجر بعد ليلٍ طويل.
فالموت مهما تجبّر، لا يستطيع أن يغتال الحلم، ولا أن يطفئ نور الإيمان في صدور من عشقوا الوطن حتى آخر الأنفاس. وسودان مابعد الحرب اقوي واجمل
