ويبقى الود *طربت قحط لمذبحة الفاشر ورقصت على نخب الدم والوجع المقيم* دكتور عمر كابو
ويبقى الود
*طربت قحط لمذبحة الفاشر ورقصت على نخب الدم والوجع المقيم*
دكتور عمر كابو

** نزع الله صفة الحياء كاملة من حمقى قحط ((الله يكرم السامعين)) وهم يتبارون في إعلان فرحهم الوثير بقتل المدنيين الأبرياء في فاشر الصمود على يد مرتزقة دويلة الإمارات التي استنفرتهم دعمًا ومؤازرة لمليشيا الجنجويد العاجزة عن اجتياح فاشر الصمود كل تلك الفترة الطويلة من الحصار..
** يؤسف المرء حقًا أن تنعدم المروءة والنخوة والرجولة دعك من قيم الشفقة والرحمة والعطف لدى مليشيا الجنجويد الوضيعة الحقيرة الذين مارسوا أبشع أنواع الوحشية الممنهجة ضد الشيوخ والأطفال والنساء في الفاشر..
** فقد شاهد العالم أقبح مذبحة عرفها التاريخ تجاوزت كل نماذج التصفية الجسدية والنفسية وهي تجمع الأسرى في حفرة كبيرة ثم تطلق عليهم وابل الرصاص ومن بعد ذلك تكيل عليهم التراب..
** ذاك كان مبررًا كافيًا يجعلنا من أول يوم نذهب للقول بأن هؤلاء الهوانات ليسوا من طينتنا ولا سلوكنا ولا خلق أهل السودان القويم .. حقًا لا ينتمون للسودان بأي صفة ولا تقليدٌ ولا عرفٍ ولا رحمة..
** فالسوداني الأصيل لا يظهر جسارته أمام إمراة ولا يبرز عضلاته أمام أسير كسير ولا يبدي قوته لدى طفل غرير..
** هؤلاء صنف من الوحوش الضآلة لا تنتمي إلى الإنسانية بأي خصيصة ومن هنا فإن شعار لا ((للحرب)) يضحى شعارًا لفتح الباب واسعًا لتصفية جميع أهل السودان..
** راجعوا المقاطع المصورة وتابعوا حجم السرور الذي احتشدت به دواخلهم الشريرة وهم يمارسون الضرب والتنكيل بأحد الأسرى فقط بسبب لونه..
** سخروا من لونه وهم يتغامزون (( تعالوا شوفوا المنقة دي)) كناية على اللون المائل للحمرة في وقت كان يجب أن يكون محل توقير واحترام بعد إعلان انتمائه للقوات الشرطية..
** تابعوا كيف لذلك المروض القاسي المدعو ((أبو لؤلؤة المجوسي)) وهو يمارس القتل بشراسة يعلن كل مرة أرقام الذين قتلوا على يديه مستدركًا أنه سيبدأ العد من جديد بلوغًا لرقم قياسي يطفئ ظمأ فظاعته ووحشيته وتنمره على الأسرى..
** لم يتركوا هؤلاء الذئاب للشعب السوداني هامش مناورة عقلية ونفسية تمكنه من الرضوخ إلي شعار لا للحرب ذاك الشعار الذي صاغته غرفة القحاطة بتوجيه أماراتي لأجل إنقاذ مليشيا الجنجويد ومنحها سانحة لترتيب صفوفها وتمكينها لإلتقاط أنفاسها للزحف مدعومة بمرتزقة أجانب للإستيلاء على بقية مدن السودان..
** هو الضمير الوطني كله بعد أحداث الفاشر الصادمة وصل لقناعة تامة بأن أي اتفاق مع هؤلاء القتلة المتوحشين هو بداية لمستقبل أفظع وأشد بغضًا وقتامة ينتظر أهل السودان..
** لا أعتقد أن هناك قلبًا شفوقًا به مزعة من رحمة ونزعة من إنسانية يمكن أن يقبل بالدناءة والضعة ليصالح هؤلاء الفسدة البغاة الظالمين..
** مذبحة الفاشر أكدت أن الدفاع عن حقوق الإنسان والرفق بالحيوان والمناداة بالحريات والحياة الكريمة مجرد شعارات حالمة براقة تستخدمها أميريكا لإخضاع حكومة العالم الثالث ليس إلا..
** فقد خسرت مصداقيتها في غزة والآن تخسرها بوضوح أمام الشعب السوداني الذي كفر تمامًا بمثل هذا الشعارات التي لا تجد سندها ولا تأييدها ولو بمجرد إدانة مغلفة..
** بالطبع تصبح مطالبة القحاطة الهوانات بإدانة مذابح الفاشر وبارا ضربًا من العبط والعبث لا يصح أن يصدر من عاقل..
** فهؤلاء كلهم جميعًا ملة واحدة قست قلوبهم التي حملت البغض والمقت لأهل السودان ترى فيهم ضرورة ملحة للقضاء على كبريائهم وعزتهم قتلًا لجينات تميزت بالعزة والنخوة والرجولة..
** لكن ما دروا أن هذا الشعب ولد من رحم الشجاعة والاقدام والبسالة سيواصل حربه المقدسة دفاعًا عن ترابه مهما كلفه الأمر..
** مؤمنًا بعدالة قضيته ومنعة قواته المسلحة وضراوة كواسرها قوات خلقت لتنتصر حيث لا تعرف الهزيمة لها موضعًا..
** هاهو جيشنا العظيم يعلن انسحابه تكتيكيًا مثل كثير من المدن الأخرى ليعود أكثر شراسة يطهر الأرض ويحمى العرض..
** فقد أثبتت التجارب أنه الجيش الوحيد في العالم الذي حطم عناد العقيدة القتالية التي تنطلق من مفترض : ((فرص المدافع أكثر من المهاجم)) قاعدة ذهبية ظلت مستقرة في المناهج العسكرية..
** من هنا أسمعوها مني فإن تحرير الفاشر من دنس التمرد صبر ساعة ما دام هناك جيش قويًا صلبًا،، صعب المراس اسمه ((قوات الشعب السوداني))..
** صحيح أن هناك أرواح زهقت وأنفس بريئة رحلت لكن الأصح أن هناك مدينة عظيمة يجب أن تعود إلي أرض الوطن ذاك هو التحدي الكبير أمام جنود وطننا الغالي الحبيب..
** يرحم الله شهداء مذبحة الفاشر ..إنا لله وإنا إليه راجعون..
