منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*لن نبتغي العزة في غيره.. جندُنا عزّتُنا*   د. إسماعيل الحكيم

0

*لن نبتغي العزة في غيره.. جندُنا عزّتُنا*

 

د. إسماعيل الحكيم

 

 

Elhakeem.1973@gmail.com

لقد أثبت التاريخ – في كل مكان وزمان – أن التحشيد الجماهيري ليس عملاً ثانويًا أو مكمّلًا، بل ركيزة كبرى من ركائز القوة. فكلما ارتفع صوت الشعب، ارتفع معه سهم التأثير، واتسعت دائرة الإصغاء له على المستويين الإقليمي والدولي. وكم من معارك ظنّ المتشائمون أن الهزيمة تلوح في أفقها، فإذا بنهوض الجماهير يشحذ الهمم، ويغيّر الموازين، ويقلب صفحة التاريخ نحو النصر.
وفي لحظات التاريخ الفاصلة، لا شيء يعلو على صوت الشعب، ولا قوة تفوق قوة الجماهير حين تتقد إرادتها وتتوحد غايتها. وما تعلنه اللجنة القومية للاستنفار من دعوةٍ عالمية شاملة للنُّفرة الشعبية تحت عنوان “جندُنا عزّتُنا” ليست فعالية وغضبة لحظية ، بل هي تعبير أصيل عن وعي شعبٍ أدرك أن صوته جزء من معركة الكرامة، وأن حضوره في الميادين والساحات هو امتداد لنبض الجنود في خطوط المواجهة.
والشعب السوداني، الذي عاش ثلاث سنوات من أعتى الاعتداءات والانتهاكات على يد المليشيا المتمرّدة، لم يجد في العالم آنذاك نصيرًا ولا مستمعًا لصرخاته، رغم وضوح الصورة وبُرْهَانِ الجريمة. ومع هذا الصمت الدولي المريب، لم ينهزم الشعب، بل نهضت جالياته في أصقاع الأرض، رافعة صوتها، كاشفة الحقائق، وكأنها تقول للعالم، إن تجاهلتم آلامنا، فلن تتجاهلوا صوتنا.
وهكذا تغيّر المشهد. وما كان مهمَلًا صار مسموعًا، وما كان معزولًا أصبح قضيّة مطروحة على الطاولات. إن قوة الشعوب حين تتكلم، أبلغ من كل تقارير وأوراق.
اليوم، تتكامل العزّة حين يلتقي الشعب في الخارج والداخل خلف جيشه، جيش السودان العظيم، الذي يذود عن الأرض والعرض، ويحمل عبء الدفاع عن الدولة في معركة الكرامة. والعزة تمامها أن يشعر هؤلاء الأبطال بأن ملايين العيون من وراء الحدود تتابع وتوثّق وتؤازر، وأن نبض المدن وأنفاس العواصم تقف معهم لا عليهم.
إن ما نحتاجه اليوم ليس إعلامًا رسميًا فحسب، بل إعلامًا شعبيًا يولد من الشارع، من الهواتف والكاميرات الشخصية، من التجمعات والفعاليات، من التوثيقات الحيّة التي تنقل للعالم وجه السودان الحقيقي، شعبًا صامدًا، وجيشًا باسلاً، ووطنًا لا يساوم على شرفه.
وفي السبت القريب، حين تتوحد الجاليات السودانية في العالم تحت راية “جندنا عزتنا”، سيكون المشهد رسالة واضحة ، رسالة بأن السودان ليس وحيدًا، وأن صوت الشعب هو السلاح الذي لا ينفد، وأن إرادة الأمة أقوى من ضجيج المليشيا، وأرسخ من صمت العالم.
إنها لحظة الاصطفاف… لحظة أن يقول السودانيون للعالم، نحن هنا… ومعركتنا معركة كرامة، وجندُنا هم عزتنا التي لا تنكسر بإذن الله تعالى.. أبقوا كتااااااااار.. اليوم داااااك..

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.