منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*تداعيات أحداث كتيلا بجنوب دارفور …. انقلب السحرُ على الساحر!!* إبراهيم مليك

0

*تداعيات أحداث كتيلا بجنوب دارفور …. انقلب السحرُ على الساحر!!*

إبراهيم مليك

الأحد ٢٠٢٥/١٢/١٤

الحقيقة التى يجب أن نخضع لها جميعاً فى السودان بأن إدارة الدولة يجب أن تكون عبر ثوابت ومعايير أساسها تقوية مؤسسات الدولة وسيادة حكم القانون والخروج من عباءة القبائل وتضخيم بعض الرموز الأهلية والسياسية التى نصبت نفسها طواغيت تريد أن تُعْبدَ من دون الله….

بعض السياسيين الذين يلهثون وراء السلطة والمناصب لا ينظرون لعواقب الأمور يتهافتون على الفتن تهافت الذباب على الشراب ظلوا يحرّضون على حرب الفلول ونسوا أن الفلول فئة لا تخلوا منها قبيلة وأسرة سودانية …
وعندما انتبهوا وجدوا أنفسهم أمام واقع مرير يتجرّع مرارته كل الشعب بلا استثناء… الأوضاع فى السودان عامة و فى دارفور على وجه الخصوص وصلت مرحلة من الفوضى والعبث وغياب القانون مراحل خطيرة فعمت البلوى من قتلٍ وتمزيقٍ للنسيج الإجتماعى وزراعة الفتن داخل القبيلة والأسرة الواحدة….

منذ تكوين ما يسمى بالإدارة المدنية بجنوب دارفور ظللنا نتابع مجريات الأحداث بالولاية المأزومة إجتماعياً والموبوءة قبلياً…
قبل تدهور الأوضاع وتمرد الدعم السريع كانت جنوب دارفور من الولايات المنقسمة على نفسها حيث نجد تحالفات قبلية تتكتّل ضد بعضها للسيطرة على الولاية وتقصى بقية المكونات وكأنّ الولاية حاكورة لفئة محددة …
الأزمة فى دارفور ليست أزمة مركز ولا حزب سياسى بعينه إنما أزمة مجتمع يقوده محدودى الأفق من أبنائه يقدسون القبيلة أكثر من خالقهم !

فى آخر إنتخابات فى العام ٢٠١٥ انقسم مجتمع الولاية إلى (هبت) و(ستقف) وهي مسميات لبعض القبائل بالولاية فى مشهد يجسد الجاهلية فى أبشع صورها…

مجتمع بهذه العقلية ليس غريباً أن يصْطَّف بعض أبنائه خلف مليشيا تمارس أبشع الجرائم وتجد التأييد والمناصرة من باب الحمية….

بعد حادثة مسيّرة كتيلا التى كادت أن تودى بحياة رئيس ما يسمى بالإدارة المدنية بجنوب دارفور ارتفعت وتيرة الخلافات والاتهام بالخيانة والخذلان بين أنصار المليشيا فقام رئيس الإدارة المدنية باعتقال عدد من القيادات بالولاية لأنهم انتقدوا أداءه فى إدارة الولاية …

الذى يجهله رئيس الإدارة المدنية بجنوب دارفور أن الحكم والسلطة أمر ربانى فهو الذى يؤتيه وينزعه وبالتالى عليك ألا تحرص على منصبٍ يأتى بدماء وأشلاء أهلك….

هذه الحرب جردت طلاب السلطة من القيم والأخلاق؛ قتلوا الأبرياء من الشعب السودانى وخانوا العهود وتنكروا للعلاقات الدينية والإخوة الإنسانية حرضوا وساهموا فى قتل أهل الفاشر وحاصروا أهلها بالجوع أيظن هؤلاء أن الله غافلاً عن أفعالهم ؟!
نحن لا نشمت ولكن نذكركم من باب وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين إن كانت هناك ذرة إيمان بقيت فى قلوبكم أن تعودوا لرشدكم وتتركوا الفتن والتحريض والتعبئة للحرب ومهاجمة الآمنين فى ديارهم قبل أن يرتد هذا الفعل الشنيع عليكم فهذا الكون فيه إلهٌ حَرّم الظلم على نفسه وأقسم على نصرة المظلوم ولو بعد حين….

الاعتقالات والبطش الذى يمارس هذه الأيام فى جنوب دارفور هو تعدٍ سافرٍ على حقوق الأبرياء فقد ملأءوا السجون بالذين رفضوا الاستنفارات والزج بأبنائهم فى حرب ظالمة…
هذه الممارسات لن تغير من الأمر شيئ فالباطل مهما علا فإن مصيره إلى زوال…

ألم نقل لكم يا أهل دارفور أنكم ستعيشون أيام سوداء إذا حكم آل دقلو ومناصروهم ؟!.

ألم نقل لكم إن هؤلاء الفراعنة الجدد لن يتركوا لكم مساحة من الحرية ؟!

الآن تجنون حصاد ما زرعتم…

وتذكروا قول الله (وَإذَا أَرَدْنَا أنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْها القولُ فَدَمّرْناها تَدْمِيراً).

# اللهم إنا نبرأ إليك مما فعل السفهاء منا ولا تهلكنا بأفعالهم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.