منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي
آخر الأخبار
*رقيُّون .. تكبر و تجينا في الصالون .. قصة حقيقية من مآسي الحرب ...* كتب : ✍ د. محمد صالح الشيخابي *اتفاقية الدفاع المشترك،، من "التحذير" إلى "الردع".* *هل يعيد النيل والحدود والمرتزقة، صياغة معا... *ناظر عموم الجعليين يهنئ الشعب السوداني بذكرى الاستقلال ويؤكد: وحدة الأمس سلاح اليوم في معركة الكرام... زاوية خاصة نايلة علي محمد الخليفة *مشروع العلمنة وتفكيك القيم من المواكب إلى المسارح* زاوية خاصة نايلة علي محمد الخليفة *خطاب كامل إدريس رؤية سلام تصطدم بثوابت السودانيين وتتجاهل د... تقرير اسماعيل جبريل تيسو :  *اجتياح كادقلي والدلنج،، "حلم إبليس في الجنة"..* *الجيش يطمئن ال... *عادت إلى البلاد بعد مشاركتها في المنتدى الروسي الأفريقي،، د. لمياء عبد الغفار،، حصاد الرحلة..* تقرير اسماعيل جبريل تيسو :  *بلطجية عبد الرحيم دقلو و استغلال النفوذ خارج القانون*  *السلام الذي لا يُستفتى فيه الشعب… سلامٌ ناقص الشرعية* بقلم د. إسماعيل الحكيم *ما بين تسقط بس و بل بس... الشوارع لا تخون* ✍كتب / حسن البصير

زاوية خاصة نايلة علي محمد الخليفة *خطاب كامل إدريس رؤية سلام تصطدم بثوابت السودانيين وتتجاهل دعم الإمارات للميليشيا*

0

زاوية خاصة

 

نايلة علي محمد الخليفة

*خطاب كامل إدريس رؤية سلام تصطدم بثوابت السودانيين وتتجاهل دعم الإمارات للميليشيا*

خطاب رئيس الوزراء د. كامل إدريس أمام مجلس الأمن الدولي ، جاء وفق رؤية رسمية تسعى لتقديم الدولة السودانية كطرف يمتلك مبادرة متكاملة للسلام ، تستند إلى مرجعيات دولية وتخاطب المجتمع الدولي بلغة القانون والالتزامات الأممية ، من حيث الشكل ، بدا الخطاب متماسكًا ، واعيًا بميزان القوى الدولي ، وحريصًا على إظهار الحكومة بوصفها صاحبة مشروع سلام لا مشروع حرب ، مع التأكيد على حماية المدنيين واستعادة سلطة الدولة ووقف دائرة العنف ، غير أن هذا الخطاب عند وضعه في سياقه الداخلي ، يصطدم مباشرة بثوابت راسخة لدى قطاعات الشعب السوداني ، هذه الثوابت تشكّلت بفعل التجربة القاسية للحرب ، وبفعل الفظائع الواسعة التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع في حق المدنيين ، من قتل واغتصاب ونهب وتهجير قسري وتدمير للبنية الاجتماعية ، هذه الذاكرة الجمعية لا تتعامل مع الميليشيا كطرف سياسي يمكن إدماجه ، بل كقوة متمردة فقدت أخلاقيًا ووطنيًا ، أي أهلية للعودة إلى المشهد العام ، سواء عبر مفاوضات سياسية أو ترتيبات عسكرية.

واحدة من أهم النقاط التي تبرز الضعف في خطاب كامل إدريس ، تجاهله بشكل كامل للدور الخارجي في إشعال واستمرار الحرب ، وعلى رأسه الدعم الإماراتي المباشر لميليشيا الدعم السريع ، فهذا الدعم الذي شمل العتاد العسكري والتمويل والدعم البشري ، كان عاملًا حاسمًا في صمود الميليشيا أمام الجيش السوداني ، ولولاه لما استمرت المعارك بهذه الوتيرة وبهذا المدنى الزمني ، الذي تخطى ثلاثة اعوام ، إن القفز على هذه الحقيقة في منبر دولي معني بالأمن والسلم يفرغ الخطاب من أحد عناصره الجوهرية ، ويُضعف الدعوة لوقف تدفق السلاح ، طالما لم تُسمَّ الجهات الداعمة بأسمائها ، ولم تُحمَّلها مسؤولياتها السياسية والأخلاقية ، وبالنسبة للرأي العام السوداني ، لا يمكن الحديث عن سلام عادل دون مواجهة صريحة للدور الإماراتي بوصفه أحد المحركات الأساسية للحرب ،
صحيح أن د. كامل إدريس شدد على ثوابت الدولة ، مثل خروج الميليشيا من المناطق التي احتلتها ، وتجميع قواتها في معسكرات محددة ، ونزع السلاح وهو ما ينسجم مع مطالب الشارع ، إلا أن حديثه عن إعادة الدمج والتأهيل ، وتدابير بناء الثقة ، وحوار سوداني سوداني شامل ، يفتح بابًا واسعًا للرفض الشعبي ، فالميليشيا ومعها جناحها السياسي الذي وفّر الغطاء والدعم والتبرير ، سقطا أخلاقيًا ووطنيًا كما اسلفت ، ولا يمكن إعادة تدويرهما في المشهد العام دون محاسبة حقيقية وعدالة غير انتقائية.

التصادم هنا ليس مع مبدأ السلام في حد ذاته ، بل مع تعريف أطرافه وحدوده ، فالشعب السوداني يرى أن السلام الحقيقي يبدأ بالعدالة لا بالمساومات ، وبإنهاء التمرد وتجفيف منابعه الداخلية والخارجية ، قبل الحديث عن المصالحات والحوارات ، ومن هذه الزاوية ، يبدو خطاب كامل إدريس متقدمًا في مخاطبة الخارج ، لكنه يصطدم بواقع داخلي صلب ، لا يقبل أنصاف الحلول ولا سلامًا يُبنى على تجاهل الدم والذاكرة…لنا عودة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.