منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي
آخر الأخبار
*رقيُّون .. تكبر و تجينا في الصالون .. قصة حقيقية من مآسي الحرب ...* كتب : ✍ د. محمد صالح الشيخابي *اتفاقية الدفاع المشترك،، من "التحذير" إلى "الردع".* *هل يعيد النيل والحدود والمرتزقة، صياغة معا... *ناظر عموم الجعليين يهنئ الشعب السوداني بذكرى الاستقلال ويؤكد: وحدة الأمس سلاح اليوم في معركة الكرام... زاوية خاصة نايلة علي محمد الخليفة *مشروع العلمنة وتفكيك القيم من المواكب إلى المسارح* زاوية خاصة نايلة علي محمد الخليفة *خطاب كامل إدريس رؤية سلام تصطدم بثوابت السودانيين وتتجاهل د... تقرير اسماعيل جبريل تيسو :  *اجتياح كادقلي والدلنج،، "حلم إبليس في الجنة"..* *الجيش يطمئن ال... *عادت إلى البلاد بعد مشاركتها في المنتدى الروسي الأفريقي،، د. لمياء عبد الغفار،، حصاد الرحلة..* تقرير اسماعيل جبريل تيسو :  *بلطجية عبد الرحيم دقلو و استغلال النفوذ خارج القانون*  *السلام الذي لا يُستفتى فيه الشعب… سلامٌ ناقص الشرعية* بقلم د. إسماعيل الحكيم *ما بين تسقط بس و بل بس... الشوارع لا تخون* ✍كتب / حسن البصير

*رقيُّون .. تكبر و تجينا في الصالون .. قصة حقيقية من مآسي الحرب …* كتب : ✍ د. محمد صالح الشيخابي

0

*رقيُّون .. تكبر و تجينا في الصالون .. قصة حقيقية من مآسي الحرب …*

كتب : ✍ د. محمد صالح الشيخابي

محمد صالح ابراهيم الشيخابي

 

و رقيًون هذه حين قامت الحرب كان بعد جنينا ً في بطن أمها التي نزحت مع زوجها لإحدى الولايات الآمنة ( مؤقتا !! ) .. و بعد عدة أشهر وضعت مولودتها التي كانت تشبه عمتها الراحلة الشيخة (( رُقيًَة)) فسموها على عمتها تيمنا ً بها حيث كانت حافظة لكتاب الله و بدلا ً عن إسم رقية صاروا يدللونها بالإسم مصغرا ً (( رقيًُون)) .
و هناك في ديار النزوح حيث لم يكن نزوحا ً بالمعنى الحرفي و لكن الأسرة انتقلت للعيش في الولايات مع أهلهم لحين ((توقف الحرب !! )).. هناك نشأت رقية الصغيرة أو رقيُّون ..
الطريف في الأمر أن عم الطفلة الوليدة كان يداعبها في مهدها و هي بعد رضيعة بعمر شهر أو شهرين و يقول لها (( رقيًون .. تكبر و تجينا في الصالون.. )) ..
كان الاهل يتشائمون من حديثه حيث كان الجميع يتوقعون انتهاء الحرب في اسبوعين او شهرين لأن الإعلام المسموم صور لهم أنها حرب بين (( جنرالين))…
و كانوا يقولون له يا زول تف من خشمك … نقعد هنا لامن رقيون تكبر و تتعلم المشي و تجي الصالون..؟؟.. كلها كم شهر و نرجع أهلنا.. )) ..

و لكن الذي حدث غير ذلك و امتدت الحرب قرابة الأربعة سنوات و كبرت رقيون و أصبحت الآن تسعى على قدمين و تفلت من امها لتلحق بأبيها و اعمامها في صالون الرجال و عمها يداعبها و يداعب الجميع : ما قلت ليكم رقيون حتكبر و تجينا في الصالون..!!!

*الخلاصة* :
الحقائق المؤلمة أفضل من الأوهام المريحة..
إذا لم نغير طريقة تعاطينا للامور كلها سلما ً و حربا ً .. كلنا .. شعبا و جيشا ً و حكومة فاتوقع أن تلحق هذه الحرب بحرب المائة عام بين بريطانيا و فرنسا …

يجب أن نواجه الحقائق بشجاعة بدل التهرب منها ..
١. نحن في حرب وجودية بين دولتين بل بين حضارتين و ليس بين جنرالين ..
٢. نحن نتعامل مع الوطن مثل ظل الضحى كلما انزاح الظل نزحنا نحو ظل آخر نمارس فيه الكسل و الفوضى و النوم و الخمول و التنظير .. كلما وصلت الحرب لمنطقة نزحنا للمنطقة التي تليها حتى وصلنا إلى مقاهي مصر نمارس فيها التسكع و(( سف التمباك ))..
٣. الدعامة إمدادهم متصل و لا ينقطع و (( ما بكملوا بالساهل)) .. و الفزع لديهم شبه يومي و مالم نترك كل شيء في أيدينا و نفزع كلنا لساحات القتال فسنبكي قريبا كالنساء على وطن لم نحافظ عليه كالرجال.. و أذكركم بأن هناك أناس طردوا من وطنهم و بيوتهم في فلسطين قبل سبعة و سبعين عاما و لم يروا بيوتهم أو يعودوا لوطنهم حتى اليوم.
٤. اي خبر استشهاد لواحد من أبطال الجيش و القوات المساندة له يجب أن يتحول لاستنفار و حشد و فزع لإعداد المقاتلين و الدبابين ..
٥. الأوطان تحررها بنادق بنيها لا مقاهي مصر و حفلات القونات في بورسودان..!!
٦. و أخيرا ً : لا أدي متى يحين *(( اليوم الأسود ))* الذي يعلن فيه الجيش التعبئة العامة و الإستنفار من سن ١٨ إلى ٨٨ و يعلن فيه تجييش الشعب و فتح معسكرات الدبابين من أجل التدريب المتقدم المكثف .. هل يوجد يوم اسود أكثر من ما نعيشه الآن ..؟،
تصبحون على وطن..

د. محمد صالح الشيخابي..ديسمبر 2025

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.