قيادي سوداني : سابقة خطيرة جدا.. الاتحاد الأفريقي بدأ يميل نحو التمرد
أكد القيادي في مبادرة الوفاق الوطني “نداء السودان”، ربيع عبد العاطي، أنه يبدو أن طريق التفاهم بين الحكومة السودانية والاتحاد الأفريقي أو “إيقاد” أصبح “صعبا جدا” في الآونة الأخيرة.
وأضاف في حديثه لـوكالة “سبوتنيك”،امس الثلاثاء، أن الاتحاد الأفريقي بدأ يميل نحو التمرد وفي مناطق محددة غرب البلاد منذ الساعات الأولى لاشتعال الحرب في السودان، وهذه سابقة خطيرة جدا، حيث لم تكن تلك المواقف معتادة من الاتحاد في العديد من حالات التمرد التي تكررت في القارة الأفريقية.
وتابع عبد العاطي: “ما حدث من الاتحاد الأفريقي هو مسألة مثيرة للشك، بأن الاتحاد لم يعد يعمل وفق نظامه الأساسي الذي يقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء، بجانب عدم تحفيز أو تأييد وموالاة الذين يخرجون عن السلطة العامة في السودان أو في أي دولة أفريقية، لكن وبكل أسف بدأ الانحياز واضحا في أزمة السودان”.
وأشار القيادي في “نداء السودان”، إلى أنه لم يتم اتهام الاتحاد الأفريقي تجنيا عليه، بل أن الأمر بدا واضحا بمطالبة الاتحاد أن يتدخل في السودان، الأمر الذي دفع الخرطوم بالمطالبة بتنحي الرئيس الكيني عن رئاسة “إيقاد” وكذلك الرئيس الإثيوبي الذي يبدو أن له تنسيق مع الأمين العام للاتحاد الأفريقي فيما يتعلق بقضية السودان، رغم أن الرئيس الإثيوبي هو نفسه الذي حذر من أي تدخل أممي أو أفريقي في النزاع الذي جرى بين الحكومة وإقليم التيغراي، رغم أن الحرب كادت تصل إلى العاصمة أديس أبابا.
وأوضح عبد العاطي، أن الوضع معقد جدا بين الحكومة السودانية والاتحاد الأفريقي الذي انحرف تماما عن دوره القانوني ونظامه الأساسي، مشيرا إلى أن هذا التدخل من جانب الاتحاد في السودان يفقده استقلاليته واحترامه لنظامه الأساسي، وتأكد هذا الاتجاه عندما قام بالاعتراف بالجمهورية الصحراوية، الأمر الذي دفع المغرب للانسحاب.
وشدد القيادي السوداني، على أن النظام الأساسي للاتحاد الأفريقي يقوم على عدم احترام الاتحاد لأي تمرد أو انقلاب أو خروج على الدولة أو انفصال، بل يحترم فقط دولة بحدودها الجغرافية التي تركها الاستعمار، مشيرا إلى أن السودان نموذج واضح جدا لانحراف الاتحاد الأفريقي عن نظامه الأساسي.
وقال عبد العاطي: “لا أعتقد أن مسألة انحياز الاتحاد الأفريقي أو عقده لقاءات مع قادة التمرد الذين يحرضون على السلطة في السودان، يمكن أن يؤثر في الحرب، لأن هناك رأي عام يعلم جيدا ما يحدث على الأرض والسلطة الحالية ليست مخيرة إزاء ما حدث لشعب السودان من نهب بالطرقات واغتصاب للحرائر وإذلال الناس وإخراجهم من منازلهم وتدمير البنية الأساسية، في تلك الحالة لا مجال للحديث عن أي ضغط من جانب الاتحاد الأفريقي”.
وأكد رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، السبت الماضي، أنه لا يرفض السلام والدليل على ذلك قبوله بالعديد من المبادرات بما فيها منبر جدة.