*مصعب بريــر* يكتب*: لن ننسى مخازى تجار الازمات .. تاركو نموذجا ..!*
#البعد_الاخر
– عقب نشوب حرب الخرطوم مباشرة توقفت جميع شركات الطيران العالمية بسبب صدمة انطلاق اولى الاشتباكات بمطار الخرطوم و بالتالي فشلت سلطة الطيران المدنى عن تفعيل خطة طارئة لتحديد مطارات بديلة تتحقق فيها الاشتراطات الفنية والامان اللازم لاستقبال الرحلات العالمية بالإضافة لاغلاق المجال الجوى السودانى بعد ذلك ..
– و بعد إعداد مطار بورتسودان كبديل لمطار الخرطوم، كانت شركتى تاركو وبدر للطيران هى الوحيدة التى بدأت رحلاتها منه و اليه، و كنا ننتظر من هذه الشركات الوطنية التضحية لحين استقرار الاوضاع، ولكنهما بدلا من ذلك فقد سجل التاريخ بانها كانت أسوأ نموذج للشركات الوطنية التي تقدم خدمة في ظل الازمة، فقد قامت بمضاعفة اسعار التذاكر بصورة كبيرة اعجزت كثيرين ممن يحتاجون السفر بالحاح، مما اضطر الاغلبية للسفر برا او بحرا عبر الحدود رغم المخاطر، و شهدت هذه الرحلات القاسية موت العديد من المرضى رحمهم الله ..
– ولك ان تتخيل يا مؤمن بانه قبل الحرب كانت التذكرة إلى دبي اتجاهين بمبلغ (130) الف جنيه، بعد الحرب مباشرة أصبحت (1020 و 1300) الف جنيه وتم كذلك رفع سعر تكلفة الشحن لأي أغراض تزيد عن الوزن المحدد من قبلهم، بزيادة بلغت حوالى عشرة اضعاف تقريبا .. ولم يراعوا اي ظرف، بل دخلت معظم تذاكرهم السوق الاسود فلا يمكن الحصول عليها الا عبر سماسرة تجار الازمات قاتلهم الله أينما حلو ..
– الان وبعد ان بدا الطيران العالمى بالعودة التدريجية لتقديم خدماته بالسودان، طفقوا يحاولوا تجميل صورتهم بادعاء التبرع بنقل الأدوية مجانا، و علاج الشاعر هاشم صديق وغيرها من الاعمال الخيرية الدعائية .. و لن ينسى الشعب السودانى قريبا من تاجروا بازماته دون رحمة او اخلاق، وشركتى تاركو وبدر قدمتا اسوا نموذج للشركات الوطنية التى تستغل الازمات من اجل تحقيق المكاسب الرخيصة، فقد اثبت التاريخ بانهم تاجروا بمعاناة الناس ولم يقدروا بأن السفر كان اضطراري للغالبية وقد تركوا كل ما يملكون وراهم بسبب الحرب اللعينة ..
– خلاصة الامر، كلنا نعلم بان السفر في ايام الحروب والكوارث الطبيعية يكون اضطرارا في أغلب احواله نسبة لانعدام كثير من الخدمات خاصة الطبية .. ولكننا شاهدنا فى هذه الحرب اللعينة بان جميع شركات النقل البرى ايضا للاسف الشديد ضربت بعرض الحائط معاناة الناس وضعفهم و مرضهم وقلة حيلتهم وفقد ممتلكاتهم واموالهم التي تركوها وراءهم فرارا من الحرب .. وكان ما ينتظرهم من تجار الازمات هؤلاء هو المضاعفة المهولة لاسعار تذاكر السفر عشرات المرات دون مبرر مقبول، فقد كانت الطرق مفتوحة ببداية الحرب، والوقود متوفر بجميع الولايات، و لكنه الجشع وعدم الأخلاق الذى تلبسهم و جيشهم الجرار من السماسرة مصاصى دماء المقهورين ..
*بعد اخير :*
لقد كشفت هذه الحرب اللعينة اسوأ نقاط ضعفنا، وهى فرصة لنا لرصدها وتوثيقها ومن ثم جعلها ضمن اولى قوائم الاصلاح التى يجب أن يتم استهدافها بخطط طويلة الاجل لضمان عدم تكرارها مستقبلا، ان تكررت مثل هذه الظروف مرة أخرى لا قدر الله، وعلى الدولة التركيز على تنفيذ منهج التربية الوطنية كاساس لرتق النسيج الاجتماعى، فقد استطاع مصمموا حروب الجيل السادس و عملاؤهم بالداخل ضرب روح قيمنا السمحة التى نفخر بها وتشكل ممسكات وحدتنا الوطنية واعتزازنا، يجب أن لا نتجاوز هذه المحطة القاسية من جلد الذات حتى نوفيها حقها من التمحيص والحلول الفعالة .. وعلى جميع من اشترك فى اى نوع من انواع الاتجار بازمة حرب الديمقراطية الحالية ان يسرع بالاغتسال من هذا العار المخزى، وان يعمل على التكفير العاجل عن هذا الفعل البغيض باى عمل خيرى مناسب كما تفعل شركة تاركو الان .. وأخيرا، على المجتمع بكل مكوناته محاربة السماسرة جملة وتفصيلا، والامتناع التام عن التعامل عبرهم وعزلهم اجتماعيا ..
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين
#البعد_الاخر | مصعب بريــر |
الاحد (17 سبتمبر 2023م)
[email protected]