منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

رشان اوشي تكتب : *مَن يفاوض السودان في جدة؟ (2)*

0

بعد فشل محاولة “الإمارات” عبر المليشيا المتمردة في الإستيلاء على السلطة في السودان ، ومن ثم تورطها في حرب إستنزاف، أنهكت المليشيا ماًديا وبشرياً، تحاول عبر الخطة (ب) القضاء على “رأس المال” الاجتماعي والاقتصادي للقوات المسلحة السودانية، لوضعها مع المليشيا في خانة توازن الضعف، حتى تتمكن من فرض شروطها عبر التفاوض، جميعنا نعلم أن الذي يفاوض في “جدة” هي الإمارات العربية المتحدة عبر واجهة مليشيا الدعم السريع.

استراتيجية الأرض المحروقة، جرائم تدمير منشآت الدولة، واستهداف “منظومة الصناعات الدفاعية” تحديداً، والتي تعتبر الرافد الاقتصادي للجيش، كلها خطة معدة مسبقاً في حال هزمت المليشيا، تهدف إلى إنهاك القوات المسلحة واستنزافها، حتى تخرج من هذه الحرب مفلسة، متهالكة وبالتالي تصبح لقمة سائغة.

الإمارات تدعم المليشيا ليس قناعة منها بطموح “حميدتي” وحلفاءه من قوى الحرية والتغيير، ولكنهم السلم الوحيد الذي سمح لها بالتسلق عليه، لنيل مبتغاها من بلادنا، وهي أيضا مجرد واجهة للمشروع الإسرائيلي الهادف إلى السيطرة على ساحل البحر الأحمر الأفريقي برمته.

قوى الحرية والتغيير التي التزمت الصمت أيام الحرب الأولى، ولم تطالب بإيقافها إلا بعد يقينها من هزيمة المليشيا وبالتالي هزيمة مشروع الكفيل الإماراتي، الآن يسعى قادتها لإلحاقهم بمنبر “جدة” التفاوضي، وهو مطلب غريب لكيان يدعي الحياد في المعركة، بحسب تصريحاتهم ظلوا ينكرون علاقتهم بأحداث ١٥/ أبريل، إذا ما هي الصفة التي تؤهلهم للتفاوض مع الجيش؟، الدعم السريع يفاوض لأنه يقاتل.

أبلغني مصدراً صحفياً أن القيادي بالمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير “بابكر فيصل” هاتف أحد أعضاء مجلس السيادة لحثه على العودة للعملية السياسية، جاء رد الجنرال مفحماً، إذ قال له: “نحن بنفاوض في متمردين حاملين سلاح انتوا أعلنوا علاقتكم بالمليشيا لنفاوضكم “.

سيعود منبر “جدة” خلال الأيام القادمة، وستطفو إلى السطح “الأسطوانة المشروخة” وهي “العملية السياسية” سيملأ المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير الدنيا ضجيجاً، بحثاً عن موطئ قدم جديد، لأن كفيلهم الإماراتي يعلم جيداً أن مليشيته هزمت شر هزيمة على كافة المستويات (سياسياً، جماهيراً، مالياً وأخلاقياً)، وان الشعب السوداني لن يقبل ب “آل دقلو” إلا مستسلمين، لن يعودوا إلى السلطة مرة أخرى ولو اجتمع لهم العالم، لذلك لا بد من توفير بديل يسعى للحفاظ على المصالح الإماراتية في ساحل البحر الأحمر وأراضي “الفشقة” الخصبة.

الشعب السوداني برمته على أهبة الاستعداد لهزيمة أحلام المليشيا وظهيرها المدني، لأنهم تسببوا في معاناتهم، هجروهم من بيوتهم، وحطموا أحلامهم، لذلك على “الإمارات” التفاوض مباشرة مع السودان، لأن واجهاتها مكشوفة لدى الشعب، ولن يقبل بمخالب القط هذه في السلطة لتمرير مشروع الاحتلال الخليجي.

محبتي واحترامي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.