منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

ذوالنورين نصرالدين المحامي يكتب: حقيقة التفاوض

0

مابين السطور –

بعد خروج الجنرال الكباشي إلى بورتسودان أعلن الجيش عن مشروع للتفاوض الخميس ٢٥ اكتوبر في جده ولهذا التاريخ دلالات مرتبطه بمسار التصحيح السياسي قبل عامين وإخراج قوي (الاطاري) من المشهد ويعني ذلك بعدم إعادة التاريخ للوراء
وسيتم التفاوض مع ماتبقى من قوات المليشيا المندحره بقيادة ووجوه جديدة غير المألوفة سابقا
وينحصر التفاوض فقط في المسار الإنساني والملف الأمني والخروج الآمن من بيوت المواطنين والأعيان المدنية
فالجيش يذهب للتفاوض استجابة لرغبة المجتمع الدولي والجيش يعلم بأن القوات الهالكه لا تملك السيطرة والقدرة على إخراج قواتهم من المنازل والأعيان المدنية لأنهم خرجوا عن طوعهم وقيادتهم وتحولوا إلى عصابات إجرامية وبذلك سيتم احراج قيادة التمرد أمام المجتمع الدولي ولجنة التفاوض
فللذين يتهكمون بأن الجيش رجع صاغرا للتفاوض نقول لهم بأنكم خارج المعادلة ولغة التفاوض فلاتفاوض في الملف السياسي أو الشراكة في إدارة الدولة مع قوات الدعم السريع أو أي قوي مدنيه أو سياسية
فللقوات المسلحة الرؤية الشاملة والكاملة والمتكاملة للقضية التفاوضية إجمالاً
وللتفاوض مهارات وقدرات واستراتيجيات ومساحات ومناورات خبرها الجيش من خلال منسوبيهم الذين تلقوا دورات عسكرية وتفاوضية وإستراتيجية ودراسات عليا في هذا المجال وبعض المدنيين الوطنيين الذين سيشاركون في هذا التفاوض
فمن يمتلك المعلومات هو الذي تتوافر لديه قدرات التأثير في الطرف الآخر بالحجج المقنعة المعتمدة على المعلومات والوثائق ومن خلال معرفة مفاتيح الطرف الآخر واسلوب التأثير في التفاوض
جاء تقديرات التفاوض من هيئة القيادة العسكرية وإستجابة لنداءآت المجتمع لأن رفض الجيش للتفاوض يعني مزيدا من العقوبات على السودان وشعبه وتكالب المجتمع الدولي على البلاد ودفع لموقف المليشيا
فرغما عن ما أصاب المواطنين من انتهاكات وتهجير وقتل الا ان الرأي العام السوداني يقف ضد أي جلوس مع هؤلاء المرتزقه وتحملهم للأذى والصبر على ظروف الحياة حتى دحر التمرد نهائيا والآن الجيش ملتزم بإنهاء التمرد فالتفاوض في موقف القوة والتمرد في موقف الضعف والهلاك يعني أن شروط الجيش هو الأقوى والأمضي في مسار العملية التفاوضية
فيجب على المتحاملين على الجيش بأن ذهاب الجيش يعني الانهزامية نقول أعيدوا قراءة الأحداث والموقف العملياتي وتأثيرات المحيط الدولي على واقع المستقبل السياسي ولنترك تقديرات ذلك على الذين يطأون الجمر ويعرفون ماذا يفعلون

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.