منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

مراد بلة يكتب : *مفاوضات جدة… يمكن أن تأخذ الحصان إلى النهر… ولكن…*

0

مدارات

*فليستوعب الأمريكان* المثل الإنجليزي القائل(you can lead ahorse to water but you cannot make him drink) ترجمته (يمكن أن تأخذالحصان إلى النهر ولكن لا تستطيع أن تجبره على أن يشرب)..
*ولعل هذا ما يحدث للمفاوض الحكومي..إذ أن الإدارة الأمريكية قد مارست ضغوطاً كبيرة على حكومة البرهان للقبول بالجلوس في طاولة التفاوض مع قوات الدعم السريع المتمردة.. على أن هذه القوات قد تم حلها بقرار من رئيس مجلس السيادة وهو أعلى سلطة تنفيذية في البلاد..
* بالتالي الجلوس والتفاوض معها يعد حلقة من حلقات التدخلات الأجنبية التي تريد أن تتحكم في القرار الوطني..وأنا على يقين تام بأن المجموعة الحاكمة تستوعب ذلك جيداً بيد أنها ترى في هذا المنعطف حتمية الإنحناء للعاصفة ريثما تصفو الأجواء وعندها يعود القرار الوطني.. ولكل حديث حدث..
*وإلى ذلك الحين يساور عموم الشعب السوداني قلق حول مقدار وماهية التنازلات التي يمكن تقديمها سيما وأن القضايا المطروحة على منضدة التفاوض لا تقبل التراجع عنها قيد أنملة ولا تقبل المساومة حولها مطلقاً..
*فمسألة الخروج من المشافي وإنهاء حالة إحتلال منازل المواطنين وتعذيبهم تعد من الموبقات التي يجب على المجتمع الدولي إلا يسمح بها أبداً وذلك وفق تعريف مانصت عليه إتفاقيات جنيف ولاهاي وتشمل إستهداف المدنين وتعذيبهم وقتل الأسرى أو إساءة معاملتهم..
إذاً إنسحاب قوات التمرد الدعامي من الأعيان المدنية يظل هو المطلب الأول وياتي تباعاً تجميعها في معسكران محددة تمهيداً للخطوة الأخرى..ومن ثم يمكن الحديث عن هدنة سواءاً دائمة أو طويلة الأجل..
*ولو تذكرون في ما أعلن من هدنتين سابقتين وأقرتهما مفاوضات جدة فقد إستغلتهما قوات التمرد الدعامي في إعادة التموضع و الإنتشار في مناطق لم تكن متواجدة فيها أصلاً لذا أيما إتجاه لهدنة قبل تنفيذ نصوص إتفاق جدة الذي تم التوقيع عليه من قبل والقاضي بخروجهم من الأعيان المدنية والمشافي و منازل المواطنين يعني بث الروح من جديد في موات..
*صحيح أن مؤسسات إقليمية ودولية قد تكالبت للتأثير على مجرى التفاوض تحت دعاوى حماية المدنيين حيث تعمل هذه المؤسسات على فرض خارطة طريق تحوي بنود ربما تؤثر عميقاً في السيادة الوطنية وتخترق جدار خطوطها الحمراء غير أنه من غير المتوقع أن يقدم الجانب الحكومي أي تنازلات..فيكفي ما قدمته الحكومة السودانية من تنازل بالجلوس مع قوة متمردة ومحلولة*

بإمكانك أن تأخذ الحصان إلى الماء ولكن لا تستطيع أن تجبره على الشرب..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.