عمار العركى يكتب : *الخلية الأمنية المشتركة ببوتسودان ، و إعجاز حماية أمن السُودان و البحر الأحمر*
*خبر و تحليل*
• إستوقفني خبر عن قيام الخلية الأمنية المشتركة ببورسودان بضبط و توقيف شبكة تهريب مخدرات دولية، و على الرغم من أهمية الخبر وعِظمِه ، لم ينُشر و يُذاع بالقدر المطلوب، كشئ متوقع في ظل ضعف الآداء الإعلامي التوظيفي و التوجيهي بشكل عام .
• فقد أورد المكتب الصحفي للشرطة الخبر مع إفادات مُهمة لقائد المنطقة العسكرية بالبحر الأحمر اللواء ركن محمد عثمان محمد حمد مفادها :
• ( تمكنت الخلية الأمنية المشتركة بولاية البحر الأحمر من الإيقاع بشبكة إجرامية يتزعمها (6) متهمين أجانب تعمل على تهريب المخدرات – أربعة كيلو كوكايين – من دولة “النيجر” عبر دول “تشاد” و مصر مروراً بالسودان لتوزيعه داخل المملكة العربية السعودية و عدد من الدول الأخرى ، و لكن يقظة منسوبي الخلية و جاهزيتهم و حسهم الأمني العالي أدى للإيقاع بهذه الشبكة الإجرامية الخطيرة .
• وأكد قائد المنطقة العسكرية بالبحر الأحمر على التنسيق و التعاون بين كافة الأجهزة الامنية بالولاية من أجل بسط الأمن و الإستقرار و محاربة كافة الظواهر السالبة التي تستهدف و تهدد أمن و طمأنينة إنسان الولاية .
• الخبر في صياغه العام و في هذا التوقيت و ظروف الحرب التي نعيشها يُخبئ العديد من المؤشرات و الدلالات المُهمة التي يجب الوقوف عليها و إخضاعها لمزيد من الدراسة و التحليل و التوظيف الإيجابي .
• تناول الخبر أبعاد و عناصر ذات أهمية قصوى تتعلق بأمن البحر الأحمر الإقليمى ” 6 أجانب يهربون مخدرالكوكايين بالبحر الأحمر إنطلاقاً من “النيجر” عبوراٌ بكل من “تشاد ، مصر و السُودان” ليصل و يُوزع في السُعودبة و دولاً أخرى) .
• الحادثة أعادت للذاكرة صياغات و سناريوهات مشابهة بداية السيولة الأمنية و الفترة التي سبقتها من أخبار عن إغراق السودان بالمخدرات عبر الحاويات من قبل شبكات التجارة و التهريب الدولية .
• كانت أغلب تلك الشبكات ذات صلة بدوائر إستخبارية و مخابراتية إقليمية و دولية ، تستهدف السودان بسلاح المخدرات الفتاك – حينها كتبنا مقالاً تحليلياً بعنوان (مخابرات حاويات مخدرات … ثلاثي تدمير السودان) .
• الحادث تزامن مع محاربة القوات المسلحة السُودانية لمتمردين و ميلشيات يتخذون من المخدرات وسيلة “تدمير و تجنيد و تغييب”، ويحصلون على دعم و إمداد مباشر من من “النيحر و تشاد”.
• إنجاز الخلية الأمنية المشتركة ببورتسودان تخطى نطاق حماية أمن الولاية الداخلي و إنسانها الذي أشار إليه اللواء ركن محمد عثمان محمد قائد المنطقة العسكرية بولاية البحر الأحمر ، ليُسهم بشكل مباشر في حماية أمن السُودان و البحر الأحمر و دول الحوض و إنسان تلك الدول .
• هذا الإسهام الإقليمي لخلية أمنية محلية مشتركة لا يُعد “إنجازاً” فقط بل هو “إعجاز”، قياساٌ بظروف الحرب و شواغلها و التطورات و التداعيات السياسية و الإدارية السالبة التي ظلت تحيط بالأجهزة الأمنية التي تتشكل منها الخلية و شكلت عقبة كبرى أضعفت من أدائها و القيام بواجباتها و مهامها الطبيعية المحلية ناهيك عن الإقليمية .
• كذلك و في ظل التهميش المُتعمد لدور السُودان الإقليمي بالضرورة إستثمار الحادث لصالح السُودان و إبراز دوره رغم ( ظروفه و شواغله) في حماية أمن البحر كدولة عضو بمجلس الدول المشاطئة الثمانية المعنية بأمن و تأمين البحر الأحمر.
• خلاصة القول و منتهاه:
• السيد رئيس مجلس السيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة و القوات النظامية الأخرى و التي من بينها جهاز الأمن و المخابرات سابقاً المخابرات العامة حالياً ، أما آن للمخابرات أن تجد نصفها الآخر المفقود – الأمن الداخلي – و إستعادة الصلاحيات التي تُعين على تأمين وحماية الأمن القومي الخارجي و الداخلي؟
• السيد وزير الداخلية المُكلف و مدير عام الشرطة حالياً و مدير إعلام الشرطة سابقاً ، أما آن آوان إطلاقكم سراح ملف مقترحكم و توصياتكم إبان مسئوليتكم عن إعلام الشرطة بإنشاء المجلس الأعلى للإعلام الأمني ؟