منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د.طارق عبدالله يكتب : تجاوز ( الرجرجة والدهماء) المحجة البيضاء

0

*تبدوا المناحة التي اطلقها القحاتة حزنا على فصل كبري شمبات غريبة مقارنة بموقفهم ازاء الخسائر والإضرار التي لحقت بالبلاد والعباد جراء الحرب التي ازهقت الارواح وشردت الاسر وزرعت الفتنة ودمرت الثقافة والهوية ،،لم نسمع بذلك النبيح والمساليت يمثلوا بجثث قتلاهم ويذبح اطفالهم وتنتهك اعراضهم… الحرب بطبعها مدمرة وانهيار جسر فيها اقل التوقعات و اقل الخسائر ولا ادرى ماذا كانوا يتوقع (العرمانيون) عندما كانوا ينفخون في كير الخلافات والدسائس ويدفعون الناس للصدام ؟
*قوى الحرية والتغيير بكل المقاييس مسئولة عن الدمار والخراب الذي تشهده البلاد باعتبارها الجسم السياسي الذي تحمل مسئولية الحكم بعد نجاح ثورة ديسمبر ولانها جاءت بكوادر ضعيفة اقل قامة لحكم دولة عريقة يحلم سكانها بالاستقرار والتطور والنمو …جاءت الفترة الانتقالية بإنصاف الساسة و(الخوازيق) والعملاء لتمكين الغرب من السيطرة على البلاد ، فشهد العالم اول مرة دولة بكامل اهليتها تطلب تدخل الامم المتحدة ومساعدتها في تنظيم العمل السياسي.. سقطة تاريخية ضربت بقدرات علماء وخبراء سودانيين ساهموا في بناء دول عديدة بعرض الحائط ولاتزال حواء السودانية ولود و ودود لإنجاب الكوادر القادرة على حكم العالم .
* المزعج في الامر ان قوى الحرية والتغيير لم ترتق حتى الان لمستوى المسئولية الوطنية رغم ما لحق البلاد من دمار وخراب ولايزال قادتها يواصلون في حياكة المؤامرات و رسم مستقبل البلاد بالارتهان للخارج واذكاء الخلافات وتوسيع دائرة الاقصاء ومواصلة خطابها القديم برمي مشكلات البلاد على عدو وهمي اسمه الكيزان والفول و قيادة الشعب بتلك الفريه دون البحث عن حلول فاعلة وتساعد في تجاوز عقبات المرحلة الانتقالية ورفض مطالب الاغلبية بضرورة اجراء مصالحة وطنية شاملة ومحاسبة الفاسدين والمفسدين من رجال النظام السابق كاول الخطوات لحل الازمة ..وهي مرحلة يواجه الصوت العقلاني هجمة شرسة واتهامات ب(الكوزنة) لذلك يصمت العقلاء ويتحدث الجهلاء ويبقى إن تغيير هذا الواقع وتصحيح الاخطاء السابقة لا تتم الا بتجاوز الاسلوب القديم الذي قاد إلى الحرب.
* قد تكون الحرب اعادت تشكيل المشهد بإبعاد الدعم السريع وحلفائه من السياسيين ولكن لاتزال فكرة العداوة والخلافات موجودة وسط الرافضين للتمرد ويبقى ان التحدي الماثل امامنا في كيفية معالجة جذور الازمة الاجتماعية والمفاهيم المغلوطة وقبول الآخر وهي عملية معقدة تحتاج لوقت طويل حتى تاتي اكلها ولكن هذا لا يمنع ان نخطو الخطوة الاولى .. البلاد في حالة حرب ..ولاصوت يعلو صوت المعركة.. و معركتنا ليست عسكرية فقط بل لها عدة ميادين منها الميدان السياسي والإعلامي والاجتماعي، ويجب ان تدخل المؤسسات المسئولة ساحة الاحتراب باسلحتها المختلفة ، و لا اجد مبررا لتقاعس السياسين بالداخل ووقوفهم موقف المتفرج إزاء تلك الازمة ..علينا الدعوة لبناء جبهة عريضة لها تاثيرها في وحدة الشعب ومواجهة مخطط تفتيته .. الامر يتطلب ان تظهر الكتل السياسية والمجتمعية وان تتفق حول رؤية موحدة تنتشل البلاد من محنتها ..وتجاوز ( الرجرجة) و(الدهماء)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.