عمار العركي يكتب: سِفيانية الإمارات
• دعوة “البرهان “للمشاركة في مؤتمر المناخ والأمن في الإمارات ، وما رشح من أخبار وأحاديث غير مؤكدة عن زيارة سرية للكباشي قبل اسبوع للإمارات ، وتضاربت الرويات فيما دار بين الكباشي والاماراتيبن .
* فلنُسقط كل هذه الاجتهادات والتناول الظني الإفتراضي و القراءات القاصرة والتحليل العاطفي، وندلُف مباشرة الى (بيت القصيد).الذى هو ، ماذا لو زار الكباشي الامارات علناً وليس سراً ؟ ماذا لو لبى البرهان دعوة “الامارات” المستحية المُغلفة ؟ ما هي الأضرار الواقعة والتي تزيد من الأضرار الإماراتية الموجودة والماثلة ؟ ما هي المنافع والمكاسب ؟ وهل تعني الزيارة ضعف وهوان وانتقاص السيادة والخضوع للإمارات ؟ ….. الى آخر الإستفامات المنطقية او المتوجسة الظنية .
• قبل إسلامه ، كان الصحابي (أبوسِفيان) اكثر سادات قريش الذين سعوا للقضاء على الاسلام في مهده، وكان فيمن اجتمعوا في دار الندوة يخططون لقتل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة، وفي غزوة بدر حينما قُتل فيها سبعون من صناديد وقادة قريش، أقسم (أبو سفيان) ألا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمداً صلى الله عليه وسلم، ومن ثم اجتمعت قريش بكل بطونها وفروعها على رئاسة (أبي سفيان) لها.
• عند فتح مكة والمسلمون أعزة أقوياء أشداء ، والرسول (ص) ومستشاريه فى كابينة قيادة معركة الفتح يُناقشون محاور الخُطة ومواطن القوة والضَعَف والثغرات .
• فكانت إحدى الثغرات ، “ابوسفيان” حديث الدخول في الاسلام حيث أعلن إسلامه ليلة وصول الرسول – صلى الله عليه وسلم – ، وجيشه مكة حيث لم يُثبت صدق إسلامه بعد ، فإستشار النبي – صلى الله عليه وسلم – مستشاريه ، فأشار عليه عمه هاشم بن عبدالمطلب بأن ابي سفيان يحب الفخر( التشكير والتفخيم).
• فأعلن النبي -؛صلى الله عليه وسلم- بكل (تكتيك وحنكة ودبلوماسية نبوية)، ومن منطلق القوة والقُدرة ، ولتقوية وتثبيت إسلام (ابوسفيان) وتحييده و تكريمه فقال صلى الله عليه وسلم ؛ (من دخل دار أبي سفيان فهو آمن) فتأثر أبو سفيان-رضي الله عنه- بهذا الموقف، ولم يملك إلا أن يقول: ” بأبي أنت وأمي يا محمد، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك! “.
• بعدها إنتشى وإفتخر واستبشر ابو سفيان بكلام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ودخل إلى مكة مسرعاً ونادى بأعلى صوته ـ كما ذكر ابن كثير في البداية والنهاية ـ (يا معشر قريش، هذا محمد جاءكم فيما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن).
• كل التطورات التي حدثت منذ 15 ابريل وحتى الأن ليس حرباً بل هي مجرد “معركة” وقودها “الإمارات” الأشدٌ عداءً وأعوانها الأكثر طاعة و إستطاعة .
• الإمارات و الدعم السريع واعوانها.وعملائها ، ما هم إلا أدوات ووسائل واسلحة ليس الا ، بمعنى (الانتصار على الدعم السريع او وتحييد الامارات)، ما هو الا تكتيك فقط ليس الا ، وكسب “مؤقت” لمعركة في حرب “مُستمرة”.
• السودان ، بالنظر لوضعه الراهن وواقعه الماثل قياساً بميزان القوة والضعف، لو تسنى كسب المعركة الراهنة – نتوقع.ذلك – ولكن ستكون الخسائر فادحة باهظة التكاليف تمزج النصر بطعم الهزيمة.
• نتفق ان الإمارات عبارة دولة (مُسيرة) و ( مسيرة)، الاولى تفيد الارادة والاختيار، والثانية تفيد التوجيه عن بعد ( Remote control).
• خلاصة القول ومنتهاه:
• يجب التفكير الإستراتيجي خارج الصندوق القتالي التكتيكي وقبول “البرهان” الدعوة وزيارة الامارات ومنحها (سفيانتها)، وما هو إلا تكتيك جيد ومنتج في معركة تمضي لنهايتها ضمن حرب مستمرة.