عبد الوهاب أزرق يكتب : *”كباشي”… الجنرال الأمره ماشي*
مداد الغبش
على مدى تاريحها الطويل قدمت المؤسسةالعسكرية السودانية أفذاذا من القادة العسكريين الذين قدموا عصارة جهدهم حماية للوطن من الأعداء والمتربصين بالبلاد و أفنوا زهرة شبابهم في سلك الجندية إنضباطا وسلوكا و إصدار و تنفيذا للتعليمات وكانوا في الكلية الحربية مثالا للتفوق والتميز والحسم ، و عقب التخرج أصبحوا عنوانا للحسم والضبط والربط و ماليين القاش .و هنا تذكر أسماء المشير جعفر محمد نميري ، المشير سوار الذهب ، الفريق عبد الماجد حامد خليلا ، الفريق ابو كدوك ، ابو عشرة ، وغيرهم و الواقع الحالي يدرج اسم الفريق أول ركن شمس الدين كباشي إبراهيم إبن كردفان الجنوب منجم الأبطال وعرين الرجال على لائحة عظماء القوات المسلحة وهو الرجل الثاني بالمؤسسة العريقة .
إسم “كباشي” يذكرني بأستاذ بالمرحلة المتوسطة بمدرسة ام برامبيطة جاءنا منقولا من أبو جبيهة كان حاسما وجادا وصارما لكنه وديعا وهاشا خارج أسوار المدرسة و أطلق عليه الطلاب “الكباشي الأمره ماشي” ، ولعل تقارب الإسم والصفات هي قرينة بمسمى “كباشي” حتى الغناء السوداني مجد لهذا الإسم” كباشي كان يرضا” . و الجمل “الكباشي” من أفضل الجمال سرعة و جمالا وقيمة في الأسعار وحسما للسباق .
ما دعاني لهذه المقدمة ما رشح في الاسافير عن زيارة سرية وغير معلنة للفريق أول ركن شمس الدين كباشي إبراهيم شنتو نائب القائد العام للقوات المسلحة السودانية إلي دولة الإمارات العربية المتحدة ، و أنقسم “الإسفيريون” بين مؤيد للزيارة و وصفها بالخطوة الشجاعة لإيصال رسالة إلي دولة الإمارات المنحازة إلي الطرف الآخر في حرب الخرطوم وتداعياتها على الولايات الأخرى ، و طائفة ترى أن الزيارة إنكسارا و انحناء وتخازلا من الجنرال و تمت استمالته .
الواقع والبراهين والوطنية المتشبع بها كباشي الاصيل و إبن البلد تمنعه من التدحرج إلي قاع الإرتزاق والعمالة لدولة أجنبية ، و في لقاءه بقادة الإمارات كان أسدا في وجه اولاد زايد حين خاطبهم بعبارات تظل ترن في آذانهم ابد الدهر ، حين قال ( لهم تاريخكم بناه أهل السودان ، قدمنا لكم كل خير في كافة المجالات و اليوم نقابل بالإساءة والطعن بالظهر) ، وتركهم في حيرة من أمرهم وباغتتهم المعلومات التي سردها لهم وقوة المنطق والموقف ، ويوم غد لناظره قريب وقد تستبدل دولة الامارات موقفها من السودان و تعود إلى رشدها.
أما المناوئين للزيارة و ما زالت عيونهم مزغللة ولا تفرق بصيرتهم بين مواقف القائد العسكري الشجاع الذي يتحدى المواقف و يكسر اصوات الصمت ويصل رسائله بقوة وبين التمترس في الاراء والنظر للزيارة بمنظار نعف عن الخوض فيه .
زيارة كباشي للأمارات فارقة في حرب الخرطوم وتداعياتها على الولايات ، و الوصول إلي عش الدبابير وقطع الطريق على الإمداد كفيل بنهاية الحرب العبثية التي تضرر منها المواطن السوداني وعاش مشردا في بلده ويريد ترديد أغنية وغدا نعود للقرية الغناء للكوخ الموشح بالحرير. ونقول كباشي الامره ماشي .